ضباب

محمد حسين | كاتب فلسطيني – دمشق

 

الضّبابُ الّذي لامس شفاهاً تحوّل إلى قافلةّ من الارتعاشات..

لم يُدركِ الفرقَ بين الزَّمنِ وعمر شقوق الرّمان…

الضّبابُ الّذي ترنَّح فوق خصرِ امرأةٍ بدَّل لونَه عندما جرحته كؤوسَ التوسّلات الفارغة…

الضبابُ الّذي غافلَ نُعاسَ طفلٍ على قارعةِ الأمنيات سرق أصابعَه الخمسة ليمنحَه النهارُ ما تبقّى من صحونِ الطعام…

الضبابُ الّذي قدّم العويل على الجثّة رقم  ٤٨ شرب نخب قطعِ الدمِ الموزّع على بوابات المدن…

الضباب الذي قدم التاريخ كوجبة شواء..

لم يعرف الفرق بين طعم الرمل وطعم التراب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى