سياسة

أرض الرباط

محمد أسامة | أمريكا

       في أرض الرِّباط مجاهدون نرجو من الله أن ينصرَهم على عدوِّهم، ويرفعهم فوق خصومهم، ويعزُّ أقدارهم، ويُعلي منازلهم، ويعزِّزُ كلمتهم، ويُذلُّ من حاربهم، ويُبغض من أبغضهم، ويَخذل من خانهم وخذلهم، فهم درع الأمة، وسراج العِزَّة، وعناقيد الأمل، لا تنتكس لهم راية، ولا تستحيل أمامهم غاية، لايضرُّهم من خذلهم، ولا ينال منهم من خَانهم، مؤمنون بدينهم، صادقون في جهادهم، مجاهدون صابرون، بالله منصورون، {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[سورة الفتح، الآية (29)]
قد أخلصوا لله نيَّتهم، وطهَّروا من الرِّجس صدورَهم، وكشفوا عن سواعدهم، فأدبر أعداؤهم هربًا، وامتلأت قلوبهم رعبًا، ودبَّ الذعر بينهم، وفشى الموت فيهم، ووقع القول عليهم، فارتدُّوا خائبين.
لله درهم من مناضلين كانوا مصابيحَ تنير في دياجي الظلمات، ونباريس للحق في كل الأيام، قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فصدقهم ونصرهم على عدوِّهم، وأعلى بالحق كلمتهم، فكانوا أروع ما جاد به القدر، فابتسم الدَّهر واكتمل بهم القمر، وكاد ينطق من إيمانهم الحَجر.
إنَّ أرض رباطهم جنَّة، وبلادهم معدن العزة، وعنوان المجد والنخوة، فهم رجالٌ لا يقبلون الضَّيم، ولا يخضعون للظُّلم، ولا يرضون بالذل، لا يركعون إلا لخالقهم، ولا يعصون الله ما أمرهم، ولا يدخُلُ قلوبَهم اليأس، فكم من محنةٍ أعقبتها منحة، وكم من لفحةٍ تلتها نفحة، وكم من ليلٍ تلاه نهار، وظلامٌ محاه صباح، فهم يقاتلون حتى يكون الدين لله، وهم صمامة بلاد الإسلام، فإن انتصروا عزَّتِ الأمة، وانكشفت الغُمَّة، وارتفع الحق، وانقشع الوهم، وزهق الباطل، وتحقَّق الأمل، وانفلق الصبح، وتحقَّق الظفر، وصدق الوعد الحق، وكان في جهادهم أجرٌ جليل، وما جعل الله للكافرين عليهم من سبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى