أناتُ مُغترب
صالح عبده الآنسي | اليمن
بعيدٌ عنكَ يا وطني، غريبُ
كئيبٌ، والمدى حولي كئيبٌ
//
وحيدٌ، لا يُدانيني حبيبٌ
سقيمٌ، لا يُداويني طبيبُ
//
شريدٌ في متاهاتي كطيرٍ
نحا عن أرضِهِ، كَمَداً يذوبُ
//
ُرَحلتُ الأمسَ عنكَ فتاً نديَّاً
وها قد عاثَ في رأسي المشيبُ
//
إلى المجهولِ يمضي بي اغترابي
كشمسٍ قد دنا منها المغيبُ
//
ولي بثراكَ يا وطني فِراخٌ
بعُشِّ القلبِ، مرعاهُم خصيبُ
//
إذا ما الليلُ آواني خليَّاً
وهاجَ الوجدُ أضناني النَّحِيبُ
//
أغيبُ، وطيفُ من أرعى لعيني
يَلُوحُ، وذِكرُهم بي لا يغيبُ
//
يُحادِثُهُم على (الشاتِ) التياعي
يُهاتِفُم من الشوقِ اللهيبُ
//
متى أُلقِي عَصَى التِّرحَالِ يوماً
وترسو في مسافاتي الدروبُ؟!
//
متى يَلقَى الأحبةَ خفقُ قلبي؟!
متى عيشي عليكَ رَخَاً يطيبُ؟!