حرائق الأمكنة

عبد الله الجيزاني | بروكسيل

وأنت تنهض من سريرك

صباحاً

تفاجئك الأخبار

لا جديد يسر

رائحة الموت والحرائق

تملأ الأمكنة المنتقاة

تستأثر بما لديك من حواس

ترهقهنَ جميعاً

وتبقى طيلة يومكَ

مشتت التفكير

لا جدوى من ذلك

مخاطباً إصرارك مرات

لأن الأمر محسوم

تبدو كأنكَ عند حافة اليأس

هذا مما يدعوكَ

أن توصد الأبواب

الريح تصفق وجه الأرض

وتئن من واطئة ما يجري هناك

حيث تتساقط الأخبار

 كحبات المطر الثقيل

لا زرع هناك ليرتوي

سوى أثداء مغمسة بعذوبة

 الطين الأحمر شريك

 رحلة طيور الكناري

 المغادرة سماواتها

 منذ ما قبل أن تولد

ماذا لو داهمتكَ يقظة مبكرة

أنتَ لا تطيق أعباءها

اتركِ العنان لخيار الاكتفاء

وانهلْ من مقولة الأصحاء

ستلبي الأنواء لكَ

رغبة خجولة تكتب

بمذكرات عاشق فطن

 الأسئلة المخاتلة تقسو كثيراً

تسبق القادمين على الطرقات

لكنها تعزز نكهة الأجوبة

الريح تصفق وجه الأرض

لتبقى الأبواب موصدة

***

وأنا أنظر إلى صور أحفادي وأتكلم مع أبنائي أشعر بفيض من الحزن لا مثيل له لأن هناك أما وأبا يفقدون فلذة أكبادهم في كل يوم، تنتابني صرخة عبر كل الجبال والوهاد إلى أين أنتم سائرون أيها البغاة؟ لماذا هذه الحروب المنتشرة كالجراد في بلداننا؟!

***

ينبغي أن نتدارك حبل الوصل

فيما بيننا ونحافظ عليه

أن لا ينقطع

وينبغي أن لا نهتم

بالأشياء الصغيرة

شؤون الحياة أوسع

مما نتصور

ولنلغِ حوار المحاصصة البغيض

***

منذ الأزل

يبدأ الصراع  بكلمة

كذلك الوفاق تحسمه أحياناً كلمة

وكلمة تشعل فتيل نيران حرب أو قلب محب

***

قدرة أدوات التجميل على خلق مسحة جمالية محدودة، هناك من لا تنفع كل أنواع التجميل في تجميل بشاعته، الجمال من الداخل، جمال الروح، نور يشع ليشمل الكيان كله، فالمساحيق تعمل على تجميل الوجوه فقط، وتبقى عيوب باقي الجسم ظاهرة

وهكذا سيكون تقيم أفعالكم

وأنتم غير طلقاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى