السَّدفة .. قصة قصيرة
موزة المعمري | سلطنة عمان
فستان أبيض اللون موجود على سرير طفلة وردي اللون.
تدور طفلة صغيرة ذات عشر سنوات وهي تنظر لنفسها بسرور النظر في المرآة ثم تنظر لفستانها بسعادة, تنظر بعدها للطائر الأبيض اللون الموجود في القفص والمعلق في سقف الغرفة بسلسلة طويلة متصلة بالقفص.
مكان مظلم تتواجد فيه الطفلة الصغيرة وهي ترتدي فستانها الأبيض اللون, تحمل في يدها اليمنى دميتها الشقراء الشعر
صوت الطفلة “يمه ساعديني, طلعيني من هنيه, طلعيني من هالظلمة, يمه ساعديني”
تركض الفتاة في أرجاء المكان المملوء بالأبواب “ستة أبواب”, تحاول فتح الباب الأول فتجده مقفل, هي خائفة كثيرا من شيء ما وتتلفت خلفها ثم تقصد الباب الثاني فتجده مقفل, الثالث مقفل, الرابع مقفل, الخامس تفتحه فترى والدها ممسكا بالموبايل يتحدث ثم يمر من حولها كأنه لا يراها, يختفي, الباب السادس تفتحه لتقف على عتبة الباب, تمد يدها اليمنى لوالدتها النائمة على سريرها في أمان تام
صوت الطفلة: يمه ساعديني, طلعيني من هالظلمة, يمه قومي, قومي وساعديني
الأم لا تنهض فيُقفل الباب في وجه الفتاة الصغيرة, تلتفت لتنظر خلفها فترى يد رجل كبيرة خشنة تمتد لها, الفتاة كلها ذعر.
الفتاة في غرفتها جالسة على أرضية الغرفة مستندة الظهر على حافة السرير من الجهة الأمامية مطأطئة الرأس في الأرض في حزن شديد, دميتها مرمية بجوارها محطمة اليدين والرجلين والرأس كل جزء في مكان حولها, قطرات دم تنزل من فوق على أرضية الغرفة, ترفع الطفلة بصرها للأعلى لتنظر القفص المعلق في السقف فترى الطير ميت وينزف دما, ريشه الأبيض ملطخ بالدم, الطائر ينزف بغزارة, تعود الصغيرة لتُطأطئ الرأس في حزن مرة أخرى.
“انشغالكما عن أبناءكما .. سيدمرهم”!