سوالف حريم.. حفلة طلاق
حلوة زحايكة | القدس العربية – فلسطين المحتلة
ماتت جدتي ومن بعدها والدتي –رحمهما الله-، وكلّما رأت واحدة منهما أمرا عجيبا تقول:”دنيا آخر وقت”، تقولها ممتعضة وتسكت، لكن كما يبدو أنّ ما كانت تردده جدتي عن الخرافات الشعبية”هذا كله حصل، لكن مع طول الوقت صار خرافه!”، يبدو أن كلامها صحيح 100% وليس ردّة فعل على حدث معين.
وما حصل معي بالأمس حقيقة لا خيال فيها، فقد تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقة قريبة إلى قلبي، فهي من بنات جيلي، وزميلتي في المدرسة، وتربطنا علاقة صداقة لا مصلحة فيها، هاتفتني في ساعات الضحى، وما أن رفعت سمّاعة الهاتف حتى رنّ صوتها في أذني وهي تضحك قهقهة من أعماق قلبها، ضحكتُ على ضحكتها وأنا لا أعرف سبب قهقتها، بعد أن خفّت موجة الضحك عندها، قالت لي:
أنت وعدد من الصديقات والقريبات مدعوّات غدا لحفل صاخب لي في بيت أهلي من الخامسة مساء، سنرقص وسنغني حتّى مطلع الفجر. فقلت لها بعفويّة تامّة:
ألف مبروك وعقبى لكل الحبايب، ما المناسبة المفرحة؟
فردّت ضاحكة سعيدة: احتفاء بطلاقي! لقد خلصت من شراكة ابن الحرام الذي ابتليت به!
صمتّ قليلا من هول الصدمة، لكنها عادت تقول: لا تتفاجئي بما قلت، فيوم الخلاص منه هو أسعد أيام حياتي، وسعادتي به تفوق سعادتي عندما أنجبت ابني البكر!
يا ربّي هل صديقتي مجنونة أم عاقلة؟ وهل وصل ظلم الأزواج لزوجاتهم درجة تجعل المرأة تحتفل بطلاقها؟