كل صباح أولي وجهي شطرك

هبة وفيق الأحمد | روائية من سوريا

أنت ..
دع حروف اسمك تنام على كتفي وبعد ارتطام ابتسامتك على وجهي التالي:
نترك كل خوف الظنون خلف الشرود لأرى في وجهك همس المطر يا أول من تسرب نبضي عبره..
نخوض غمار معركة لاتحتمل الخسارة فأنا:
لا أريد أن أخسرك ولا أن أخسر ملامحي في حرب الشوق الهوجاء تلك..

//
أنت..
سيكون سردي أمتع لو اقتفيت صمتك في ليل أسطوري حالك الظلمة؛ سماؤه مرصعة بأنوار همساتك وأمامي كوب من الحب يحوي وجهك ..ملامحك..لأنك لست محض رجل وكفى ..بل أنت أكثر من نبض يتبختر بأوصالي ..أكثر من وشم محفور بداخلي.

//
أنت..

من قبل ومن بعد خلاصة نبض أتقفى إيقاع همساته وابتساماته وعندما تأتي ينطق الحبر فتصبح أكثر من جنة ..أكثر أهل الأرض وأهل السماء بلاغة في النبض ..أكثرهم وضوحا في تنهيدة ..وشقاوة في همسة ..
يامن كنت قبله سجينة في برد الماضي ..متعثرة الأحلام..ومكفوفة الأوصاف ..
لذا :
عندما يكون الجلوس متاحا لنا بعيدا عن اللجة سأصف لك غيابا لا يشبه غيابي كي لاتتعثر حروفك ولتقرّ عيناك ولاتحزن.

سيكون كل ما يشغلني هو أن أبتكر سلما موسيقيا من حروف ابتسامتك أصعد به لفردوس روحك ..أنسج من حروفي كلمات لأقص عليك حكايات عن وجهي الذي أبحث عنه فيك..بملامحك..لأقص عليك حكايا فشلي في تمزيق الحروف وإتلاف الصور من ذاكرتي لتبرد أوصال الحنين إليك.

سأعترف لك أني كل صباح أولي وجهي شطر قدسية ذكراك وأقيم صلاة نورانية راقية تكون خبزا لروحي تحرق الكتب وتمزق أوصال الخواطر وتنفيها إلى خرافات جرداء قبل أن تتناسل في سجون الفكر ومعتقلات الخيال..صلاة تشبه ملامحك.. …تلك الملامح التي لها نكهة الروح..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى