هذا ما قالته أم الصيادين الشهداء المغدورين في بحر غزة
خالد جمعة | فلسطين
أنا أم الصيادين التلاتة اللي اليوم انفقدوا في بحر غزة.. محمود محمد الزعزوع، عمره 22 سنة، وحسن محمد إبراهيم الزعزوع عمره 26 سنة، وياسر محمد الزعزوع 19 سنة، هدول ولادي، ياسر الزغير طلعو من المدرسة عشان الظروف الصعبة اللي احنا بنعيش فيها، بتعلم كار الصيد إلو 8 سنين، من وهو زغير، وهو 12 سنة، وهو كان ايش، بيشتغل في الصيد، وقال يمة طيب خلينا نترزق، أخد أخوه التاني محمود إلو حوالي سنتين بيشتغل معاه، وجمدوا حالهم، واللهي واللهي واللهي الحسكة شروها إلها 3 اسابيع بالزبط، ما دفعوا من حقها ولا شيكل ولا كان معاهم ولا شيكل، اتداينوا من هان ومن هان ومن هان والله بيعلم، هو بيصرف علية، وعلى أبوهم المريض، وعلى أخوه كمان مريض، وجمدوها دين واللهي بدين، وراحوا يتسهلوا، إلهم 3 أسابيع بيشتغلوا، يوم بيسرحوا، يوم بيسرحوش، قلنا الحمد لله يالله يمة خليكوا بتسدوا الدينات وبتعيشونا.
أبوهم كل شهر بيركب أربع وحدات دم، مريض مرض في الدم إلو أربع سنين، وهم عشان خاطر أبوهم بيسرحوا وبيروحوا.
الليلة، مبارح الله يسهل عليهم سرحوا الساعة ستة المغرب، وطلعوا كعادتهم يعني على الصيد، وأنا طولة الليل بدعيلهم، إحنا مش طالبين لا نغنى ولا بدنا جيبّات، ولا بدنا سيارات ولا بدنا عمارات، بدنا الستر، بدنا نعيش بكرامة إحنا، وهم رايحين على الحدود الله أعلم قديش خاشين أو مش خاشين، ما بعرف كيف، في العادة بيجوا بيتصلوا الساعة خمسة الصبح بيكونوا عالمينا في دير البلح، مبارح متصلوش على اخوهم عالمينا في دير البلح، طلع أخوهم عالخمسة ونص، أنا فكرتهم متصلين عليه، الساعة سبعة تفاجأت قمت من النوم إلا هي جاية مرت أخوهم، بقولها وين أخوهم أحمد، الا هي بتقولي أحمد عند نضال، بقولها طب إيش بيسوي عند نضال؟ بتقولي بعرفش، طلعت أجري نضال فوق ساكن، طلعت أجري على نضال وعلى أحمد، بقولو يا أحمد وين اخواتك اتصلوا فيك؟ قاللي لأ يمة.
لقيتو بيعيط، قلتلو ايش فيه ولا، الا هو بيقولي يمة اخواتي وهم سارحين طلع عليهم الطراد المصري، إشي بيقول متصاوبين تنين، والتالت اعتقلوه، واشي بيقول مستشهدين تنين، والتالت معتقلينو، وأنا أم… أشعر فيهم هدول 3 مش واحد… هدول 3 مش واحد…
بناشد محمود عباس، بناشد أبو هنية، بناشد السنوار، بناشد أبو انعيم، بناشد كل العالم، كل القلوب الرحيمة، كل الناس تنظر النا بعين العطف، و الله يا ربي رايحين يترزقوا، عشان يصرفوا على حالهم ويعيشوا عيشة كريمة يا رب، والله بس عشان يعيشوا عيشة كريمة يا رب، والله محنا طمعانين إلا بالستر يا الله، وهدول تلاتة يا ناس، إرحموني يا ناس، أشعروا فيي مشان الله، اللي بيقدر يساعدنا يساعدنا، يا ريت يعرفلي وين ولادي، يشوف إيش مصيرهم، إيش صار فيهم، بس يطمن قلبي بخبر يا ناس مشان ألله بناشد كل القلوب الرحيمة، بناشد كل الدول العربية، بناشد كل الدول الإسلامية، كل العالم مشان الله اللي بيقدر يساعدني يساعدني… يقوللي عن مصير اولادي، يعرفني إيش صار في ولادي، تلاتة هدول يا عالم، هم اللي فاتحين الدار يمة… يا وردي علية يمة…
والله محنا طالبين الغنا يا رب، والله طالبين الستيرة يا رب، والله دين وحقها دين، والله يا الله إنتا شاهد وعارف والله دين، والله ما سدوا من حقها إشي لسة يمة يا وردي علية، والله ما فرحوا عليها طول عمرهم بيشتغلوا أجرا عند الناس، ولا في بلاط يشتغلوا فيه، ولا في حاجة يشتغلوا فيها، ولا في مصنع يشتغلوا فيه، قالوا بنشتغل في هالبحر بنترزق، بنعيش بكرامتنا يا ناس، والله يا ربي رايحين يترزقوا يصيدولهم حبة سمك وييجوا يبيعوها، يصرفوا على أبوهم العيان وعلية وعلى أخوهم التاني العيان، والله أختهم رهنت دهبها، والله وتداينا مصاري…
مشان الله، اللي بيعرف حد يتواصللنا مع المصريين، مع السيسي مشان الله، مشان الله، بناشد كل العالم، كل المسلمين، تشوفلي ولادي، هدولا تلاتة ياناس، تلاتة مش واحد…
الله يرضى عليكو، الله يكف عنكو شر المرض، كل واحد بيقدر يساعدني الله يخليلو اولادو ويسعدو، ويحطلو البركة يا رب وما يحرمو ولا يحرقو على ضناه يا رب، يا رب ما يحرق حدا على ضناه يا رب…
والله يمة أطفال وزينة الشباب يمة… وحسن خاطب كمان، قاعد بيجهز في حالو بدو يتجوز…