بذاخة السّرد، وغرائبيّة الأحداث وسحرها في رواية عين حمورابي
أ.فيروز شريف | الجزائر
عين حمورابي لكاتبها “عبداللّطيف ولد عبد الله ، عمل روائيّ تخييليّ و متخيّل، حاكى الوضع المعيش الّذي يكتب فيه و عنه الكاتب. انطلاقا من كونه من الجزائر، ويعني ذلك أنّه من أبناء دول المغرب أيضا، الّذين يتشاركون أمورا كثيرة، ويختلفون بالمقابل عن الآخر في أمور كثيرة، سواء تعلّق الأمر بالأفكار أو العادات والتّقاليد، أو اللّغة، أو الظّروف الّتي يعيشون فيها.
يرى عبد الحميد يونس “أنّ المتخيّل يتغذّى من الواقع وهو مصدره الوحيد، فالمتفنّن مهما أغرق في الخيال فإنّه يستمدّ عناصره و وحداته جميعا من الواقع أو الممكن، و الغرابة فيه تقوم على النّظم والتّأليف أكثر ممّا تقوم على الخلق من غير الموجود، وهكذا تصير العلاقة بين المتخيّل و الواقع علاقة احتواء.” وذلك ما فعله تماما الكاتب في روايته “عين حمورابي” الّتي أخذنا من خلالها في رحلة إلى عوالم متخيّلة لكن فيها محطّات كثيرة نعرفها كما لا يعرفها غيرنا.
الرّواية صدرت حديثا عن دار ميم للنّشر(الجزائر)و دار مسكلياني للنّشر و التّوزيع (تونس)،و قد وصلت و بجدارة إلى القائمة الطّويلة لجائزة البوكر العالميّة للرّواية العربيّة ٢٠٢١،و هي عمل روائيّ يندرج ضمن ما يسمّى بالواقعيّة السّحريّة ،ينتقل من خلالها القارئ إلى عوالم بعيدة و مختلفة، غرائبيّة و ساحرة، يبحث مع البطل الرّئيس “وحيد حمراس” عن ضفّة تكون فيها الحياة ممكنة أو أقلّ عبثا، يحطّ الرّحال خلال ذلك في أزمنة سحيقة، و يستحضر بعض ما كان فيها، يعود بعدها إلى الحاضر ،و يبصر ما فيه من شحوب و بلادة،يتوقّف بين الحين و الآخر ليسمع صوت ذاكرة الرّاوي المعطوبة، فيجدها ماتزال ملطّخة بصراخات أبناء هذا الوطن.
عبد اللّطيف ولد عبد الله صاحب نفس طويل في السّرد، روائيّ ينتبه للتّفاصيل الصّغيرة تماما كما يفعل مع غيرها، ويعبّر عن كلّ ذلك بأسلوب لافت و ماتع مانحا للسّرد لذّته،حافرا بهذا الأخير في الذّاكرة،كاشفا بذلك الذّات والهويّة و الآخر.
سيميائيّة العنوان في رواية “عين حمورابي”
يرى شوقي بدر يوسف في كتابه الرّواية و آليّات النّقد الثّقافي: “أنّ النّصوص الرّوائيّة المعتمدة على المتخيّل عالي التردّد دائما ما تفرز من داخل هذا المتخيّل علاماته السّيميائيّة الخاصّة، و المجسّدة لجماليّات النّص، و مظاهر و أبعاد التّأويل فيه، و يعتبر القارئ أمام هذه العلامات من العناصر الفاعلة و النّشطة فهو المستقبل لها و المؤوّل لوقائعها بطرح فكريّ و ذائقة تحيل هذه العلامات و الأيقونات المصاحبة لها إلى رؤية و تجربة تؤكّد أهميّة القارئ كعنصر أساسيّ لاستقبال النّص. “والسّؤال هنا “لماذا اختار عبد اللّطيف ولد عبد الله عنوان عين حمورابي بالتّحديد لروايته؟” و هل يفهم العنوان فهما سطحيّا و ساذجا و دون الوقوف عند إيحاءاته بعيدا عن التّركيب اللّفظي الّذي أورده الكاتب في قالبه؟ معقول!
باعتبار الكاتب روائيّ مبدع، فلا شكّ أنّه قام باختزال نصّه إن صح التّعبير في العنوان الّذي اختاره، وترك للقارئ النّموذجيّ مهمّة إدراك ما فيه من أبعاد تأويليّة مختلفة، والّتي ستتباين من قارئ إلى آخر أكيد. و برأيي التّلقي الأوّل لعنوان الرّواية سيجعل القارئ في حيرة من أمره، و سيحفّزه أكثر على قراءة النّص، لتكتمل الصّورة في ذهنه خاصّة بعد تأمّل واجهة الغلاف، الّتي تعدّ هي الأخرى بشكل أو آخر قد اختزلت و ببراعة ما جاء في الرّواية أو بمعنى أصح ما أراد الكاتب جعلنا ندركه بتلميحات كثيرة بعيدا عن أعين الرّقيب و أعوانه،الرّقيب الّذي لا يقرأ لرؤية الأمور من وجهة نظره غيره أيضا، بل يقرأ ليحاكم و يقصي و يخوّن و يكفّر و يطعن و يذبح…هذا إن قرأ من الأساس و لم يعتمد على ما يأتيه من هنا و هناك!
بالعودة إلى العنوان الّذي اختاره عبد اللّطيف ولد عبد الله لروايته هذه، فهناك من القرّاء من سيظنّون أنّ الكاتب يقصد حمورابي الّذي نعرف جميعا وبالتّحديد عينه! وهناك من سيدركون أنّ العنوان رمزيّ بامتياز، ويمكن اعتباره شفرة أدبيّة تلمّح ولا تصرّح وتحتاج إلى تأويلات عديدة، و قراءات متأنيّة للنّص، وعودة إلى العنوان و استنطاقه من حيث بنيته الشّكليّة و إنتاجيّته الدّلاليّة ثمّ الرّبط بينه و بين ما جاء في النّص.
العنوان جاء جملة اسميّة، الكلمة الأولى فيه هي “عين” وعين كما نعلم جميعا في اللّغة العربيّة لها معان عديدة، و مختلفة، فقد تعني العين الّتي نبصر بها، كما قد تعني معان أخرى كثيرة، و من قرأ رواية عين حمورابي سيدرك مباشرة أنّ عين الّتي وردت في العنوان لا علاقة لها بالعين الّتي نرى من خلالها أنفسنا و العالم لكن لها علاقة أكثر بالرّقيب ربّما، وجواسيسه الّذين يتجسّسون على النّاس و ينقلون أخبارهم، بقصد إلحاق الضّرر بهم، و السّيطرة عليهم.
ننتقل الآن إلى الشّقّ الثّاني من العنوان والّذي ذكر فيه الكاتب اسم الملك “حمورابي” سادس ملوك بابل والّذي يعتبر من أعاظم ملوك العراق القديم، ولا يعتبر من أهمّ الحكّام البارزين في بلاد ما بين الرّافدين فحسب بل أكثرهم شهرة وذيوع صيت، لدرجة أنّه اعتبر نفسه المشرّع الّذي اختارته الآلهة لينقذ شريعتها على الأرض! يقول حمورابي عن نفسه: “أنا حمورابي الملك الكامل، الّذي منحه الإله إنليل حكم الرّؤوس السّود كما سلّمني الإله مردوخ مقاليد حكم الرّعية.” ويقول الكاتب في روايته وبالتّحديد في الصّفحة ١٠:”ثمّ جاء المدّ المشرقيّ وظهر التّطرّف وحُصدت مئات الأرواح باسم الدّين، وانفتح أوّل جرح عميق لن يندمل بسهولة..” وبالرّبط بين هذا وذاك يتّضح للقارئ أنّ حمورابي الّذي ذكره الكاتب في عنوان روايته لا يعني شخصا بعينه، بقدر ما يعني فكرا أتانا من جهة معيّنة، ثمّ تغلغل في مجتمعنا، وعشّش في عقول الكثيرين. حمورابي ذلك الشّخص الّذي يظنّ أنّه البشريّ الكامل الّذي اختارته الآلهة لإنقاذ شريعتها! ألا يذكّرنا بأشخاص معيّنين في وقتنا الحالي؟ وعليه حمورابي في عنوان الرّواية برأيي لا يمكن حصره في شخص ذلك الملك، بل في أفكاره، وأيضا الجهة الّتي يمثّلها. و بقليل من الانتباه نجد ما جاء في العنوان متجلٍ على واجهة غلاف الرّواية ،حيث تظهر قبّة جامع يظهر جزء منها لونه أبيض ممتزج مع ما يظهر من غيوم و سماء صافية تدلّ برأيي على التديّن المعتدل الّذي تميّز به المغاربة بشكلّ عام في وقت مضى، قبل تفشّي الأصوليّة و التطرّف، أمّا الجزء الرّماديّ الغامق المائل إلى الأسود فيدلّ على أولئك الّذين نصّبوا أنفسهم أربابا و تأثّروا بما أتانا من هنا و هناك، واللّون الأحمر الّذي كتب به العنوان فأظنّه يلفت انتباهنا إلى المآسي و الجراح العميقة ،الّتي ترتّبت عن تطرّف بعضهم و الدّماء الّتي أراقوها!
عن “وحيد حمراس ” المتّهم، الّذي تكلّم كثيرا، ثمّ تكلّم أخيرا، وغرائبيّة الأحداث في رواية “عين حمورابي”:
تبدأ رحلة القارئ مع رواية عين حمورابي طبعا بعد الاطّلاع على ما جاء في الغلاف بخريطة يتعرّف من خلالها على ملامح وحدود وأسماء أماكن معيّن ة، ويشعر من خلالها برغبة الكاتب في جعله ينتقل إلى العوالم الّتي يرغب أن ينقله إليها، و ذلك من خلال إغراقه من البداية في التّفاصيل المتعلّقة بروايته و يورّطه فيها بالتّصوير الدّقيق الغارق في فضاءات سحريّة عجائبيّة.
بطل الرّواية الرّئيس “وحيد حمراس” عمره ٣٦سنة،ولد في دوّار يدعي “دوار سيدي المجدوب”، ثمّ غادره في فترة شبابه و سافر إلى أوروبا ليتابع دراسته في مجال الآثار في جامعة غوته في فرانكفورت، تخرّج بعدها في اختصاص المسح الطّوبوغرافي للمواقع الأثريّة ،و عمل هناك في مكتب دراسات ألمانيّ “خبيرا طوبوغرافيّا”، ليقرّر بعد كلّ ذلك العودة إلى مسقط رأسه، و يجد نفسه بعد أسابيع معدودات من عودته تلك معتقلا بتهمة التّآمر مع منّظمات سريّة، والتورّط في جريمة قتل، اتّهم أيضا بتخريب قبر سيدي المجدوب الكائن في قمة جبل اسمه آمجر، لكنّه نفى التّهم المنسوبة إليه.
الضّابط الّذي كلّف باستجواب “وحيد حمراس” رغب بالحصول على اعترافات المتّهم بسرعة، لكن بطل الرّواية الحكّاء، والبريء حتّى تثبت إدانته، أوتي القدرة على وصف الأحداث، وتفاصيلها كما لا يستطيع الكثيرون، وذلك ما لم يتوقّعه الضّابط و لا من كان معه!
البداية كانت بتلقّي “وحيد حمراس” قبل اعتقاله بشهرين مكالمة هاتفيّة.” لا أعرف على التّدقيق من أين تبدأ قصّتي. أظنّ أنّ تلقّي تلك المكالمة في ذلك اليوم الماطر قبل شهرين هي بداية الحقيقة لكلّ ما جرى. كنت آنذاك مستلقيّا على السّرير، أنظر إلى السّقف، وأستمع لأغاني الرّاي من المذياع، وأنصت إلى صوت ارتطام المطر بالسّقوف و زجاج النّافذة المطلّة على الشّارع.”ص٢١
وحيد حمراس لم يرغب أن يفوّت فرصة إخبار الضّابط، و الشّخص الّذي كان يرافقه ،المدعو “ج” المكلّف على حسب ما ذكره الضّابط ، من أعلى السّلطات باسترجاع الآثار المسروقة من الموقع الأثريّ ،عن نزواته و ما كان يغرق نفسه فيه للانتصار على رتابة ليالي الشّتاء الطّويلة و المملّة، حدّث الضّابط و “ج” عن صديقة له عرفها اسمها “ليليا” من مدينة زغراب، ذكر لهما الرّسائل الّتي كانت تكتبها له و كان من خلالها يستمتع على حدّ ما ذكره لهما بممارسة الخلق، حدّثهما بعدها عن المصريين القدماء و ما تعنيه قصّة الخلق عند الفراعنة، مستحضرا ما ورد في بعض الأساطير بشأن ذلك، متجوّلا بهما في الأزمنة و الأمكنة الّتي أراد، و في مكتب التحرّي يصمت رجلا التحرّي عن الكلام المباح، و يغرق كلّ منهما في العوالم الّتي جعلها وحيد حمراس مفعمة بغواية السّرد السّاحر، و الأحداث المتصاعدة، و التّفاصيل المتوقّعة تارة،و المدهشة و الغرائبيّة تارة أخرى. لينتقل بعد ذلك وبسلاسة إلى الحدث الّذي يعتبر نقطة تحوّل في حياته، والمتمثّل في الرّسالة الّتي تلقّاها من صديق نمساويّ من أيّام الدّراسة، اسمه الكامل “دونالد هاردي” و لّذي عرض عليه العمل ضمن بعثة أثريّة، مقرّر أن تتوجّه إلى مسقط رأسه للعمل في موقع أثريّ مهمّ.
طبعا وافق “وحيد حمراس” على عرض صديقه بعد تردّد، كان سببه تخوّفه من فتح جراح الماضي، و الاصطدام مجدّدا بما فرّ منه ،و انطلق في رحلته برفقة أعضاء البعثة إلى دوّاره سيدي المجدوب، مكان ولادته، و مكان موت العديد من الأمور داخله!
وبدأت أعمال التّنقيب كما ذكر وحيد حمراس للضّابط و من معه،و بدأت معها مواربات عبد اللّطيف ولد عبد الله المجازيّة و مناوراته السّرديّة المؤثّثة و الطّويلة النّفس.
الاستراحةيقول حميد لحمداني في كتابه بنية النّص السّردي من منظور النّقد الأدبيّ (و بالتصرّف)أنّ الاستراحة هي:” الوقفة،والقصد أن تكون في مسارات السّرد الرّوائيّ توقفات معيّنة،يحدثها الرّاوي بسبب لجوئه إلى الوصف،إذ أنّه يقتضي عادة انقطاع السّيرورة الزّمنيّة،و يعطّل حركتها و يبطئها.”وقد أضفت هذه الأخيرة،مسحة جماليّة لافتة على النّص،و ذلك يعود إلى براعة الكاتب في توظيفها في صور ترتسم بالكلمات،فالقارئ مع عبد اللّطيف ولد عبد الله يكون بصدد متابعة ما يسرده بخصوص وحيد حمراس و جرائم قتل شهد على حدوثها مثلا،ثمّ يجد نفسه ينتقل إلى التّركيز على أكياس بلاستيكيّة مترامية هنا و هناك،و قط يخوض معارك حقيقيّة مع كيس أسود،و ما إلى ذلك،وكلّ ذلك يتمّ بطريقة بديعة.
السّرد الاستذكاريّ و سيرورته في رواية عين حمورابي:
فرّ وحيد حمراس من الموت ليجد نفسه بعد ذلك راغبا بملاقاته،و لذلك فعل ما فعلته شهرزاد،و قرّر أن يغادر سجنه،و يترك خلفه مكتب التحرّي و من كانا فيه،معتمدا على تدفّق السّرد و غوايته،عائدا إلى ذاكرة معطوبة،و مستنطقا إيّاها،موظّفا السّرد الاستذكاريّ،و مبتعدا بذلك عن نمطيّة السّرد الرّتيبة،منتصرا على أعداء الذّاكرة،و الّذين يحاولون جعلها باستمرارخاوية،و بلا تاريخ!
“ثمّ جاء الأتراك،و كانوا أشدّ فتكا من جميع الأمم الّتي تعاقبت عليها.فقد مارسوا القرصنة في البحر الأبيض المتوسّط،و جلبوا الأعداء من مختلف الدّول الأوروبيّة،ثمّ استعبدوا السّكان الأصليين و أهانوهم،حتّى إنّهم سمحوا للأسرى بتقلّد مناصب في الحكم،و في مقابل ذلك عانى السّكان الأصليّون من التّهميش و الاحتقار.هل نسيت كيف سلّم الدّاي حسين مفاتيح القصبة لفرنسا و سافر إلى فلورنسا ثمّ إلى فرنسا وكيف ارتاد المسارح و الملاهي؟”ص٢٠٥
الوهم و الحقيقة و أمور أخرى كثيرة في رواية عين حمورابي:
“يستطيع الإنسان خلق الأكاذيب باستمرار و الإيمان بها مادامت توفّر له الشّعور بالأمان،لكنّه لن يستطيع أبدًا تصديقها في قرارة نفسه.”ص٢٦٦/٢٦٧
تعدّدت الأحداث الّتي روى لنا تفاصيلها عبد اللّطيف ولد عبد الله على لسان وحيد حمراس،كما تعدّدت الأزمنة و الأمكنة،و من مكتب التحرّي انتقل القارئ إلى حيث أراد الكاتب،و هاهو وحيد حمراس من على كرسيّه يجوب بنا و برجال التحرّي العوالم الّتي رغب عبد اللّطيف ولد عبد الله أن نجوبها،ممّا أضفى على الرّواية مسحة عالميّة زادت من قيمتها و أهميّتها.الأحداث كثيرة،و الأسماء أيضا،و بين الوهم و الحقيقة خطّ رفيع،وحيد حمراس يبدأ بالكلام في بداية الرّواية،و أيضا في النّهاية،يخبرنا عن نفسه،و يصف لنا نظرته السّوداويّة للحياة،يسمح لنا بمعرفة تفاصيل حميميّة عن نزواته،يحدّثنا عن “ك” رئيس البعثة، و أطماعه،يعود إلى الماضي و يبحث عن حقيقة ما جرى لوالدته،و جهله لوالده الحقيقيّ و تعرّفه بعد ذلك عليه،يصوّر بشاعة ما عاشه بمعيّة أبناء وطنه بسبب تطرّف بعضهم،و همجيّتهم،و توحّشهم،و يعدّد الأخطار الّتي واجهته و هدّدت حياته ثمّ يخبرنا كيف نجا من كلّ ذلك بأعجوبة،يصف و ببذاخة حلاوة اللّقاء،ثمّ يفعل نفس الأمر لكن مع مرارة الفراق،يبكي محبوبة قلبه،و يغرق أثناء ذلك في صراعه النّفسيّ،و آلامه،و أوهامه الّتي بدت في مواضع عديدة حقيقيّة،و يغرق في عوالمه و يغرقنا معه..ولكن بعد كلّ ذلك، عندما أدرك الصّباح وحيد حمراس،لم يسكت عن الكلام المباح!
_إنّها قصّة رجلٍ عاش في المغارة.قال وحيد حمراس ذلك مبتسما للرّجلين.سأخبركم بها.
و عندئذٍ بدأ وحيد يتكلّم.” ٣٢٦