شَعبُ الصُّمُود
حاتم جوعيه – المغار | فلسطين
((في ذكرى هبَّة الأقصى))
شَعْبَ الصُّمود تحِيَّةٌ وَسَلامُ
عَجِزَ البَيانُ وَحَارتِ الأقلامُ
يا أيُّهَا الشَّعبُ المُبَجَّلُ ذكرُهُ
بكَ والكفاح ِ تُؤَرَّخُ الأعوامُ
حَيُّوا الشَّهيدَ مَآثِرًا وَمَناقبًا
تُحْنَى الرُّؤوسُ وَتخشعُ الأفهامُ
يا أيُّهَا الطّودُ الذي هَزَمَ الرَّدَى
شَهِدَتْ لهُ طولَ المَدَى الأيَّامُ
خُضْتَ الحياةَ مُكافحًا وَمُناضلاً
وَسَقاكَ من كأسِ الحياةِ زُؤَامُ
ما لانَ جَذعُكَ، بالثَّرَى مُتَشَبِّثٌ
ما هانَ عزمُكَ دائمًا مقدامُ
وَ طريقُنا وَعْرٌ نَشُقُّ صعابَهُ
وَ شِعارُنا صرحُ السَّلام ِ مَرَامُ
وَ طريقُنا أمَمٌ تلوكُ قيُودَها
وَ غدًا تُحَرَّرُ .. يرحلُ الظُّلّامُ
يا أهلَنا في الضّفَّةِ الثّكلى
وَغزَّةَ هاشم ٍ قلبي هُناكَ ضِرَامُ
اليومُ يومُ الثَّائرينَ على الأذى
نُعلي الجبينَ .. وَ تُرْفَعُ الأعلامُ
اليومُ جئتُ مُعَانقا أمل الأحبَّةِ
تحتَ نعلي القيدُ والحُكَّامُ
هذا الطّريقُ يظلُّ أنْبَلَ غايةٍ
دربُ النّضالِ تعاضُدٌ وَوِئامُ
مَنْ مُبلِغُ الفاشِستَ أنَّ مَصِيرَهُمْ
عَفِنٌ .. و تاريخُ الطّغاةِ ظلامُ
فَلْيَعلَم ِ المُحتلُّ سَوفَ نُحيلُهُ
خَبَرًا غدًا ، وَ مآلُهُ لَحُطَامُ
زَعَمُوا التَّفاوضَ يُرجِعُ الحقَّ الذي
قتلوهُ جَهرًا .. بل يكونُ سلامُ
قد رَوَّجَتْ لهُ بعضُ..بعضُ قيادةٍ
بِوَدَاعَةٍ وَ كأنَّهَا أنعامُ
ياأيُّهَا الشَّعبُ العظيمُ إلى متى
تجري وَراءَ وُعُودِهِمْ وَتُضامُ
كذبُوا بما زَعَمُوا وَساءَ صَنيعُهُمْ
هُمْ ضَلَّلُوكَ وَ خابت الأوهامُ
” أعلى عيونِ الثَّائرينَ غشاوَةٌ “
وَعلى فم ِ المُتَحَرِّرينَ لجامُ “
لا سلمَ حتى تُمطرَ الأرضُ الدِّمَا
وَيصول في هذا المَدَى الصّمصَامُ
لا سلمَ حتى أن يكونَ توازنٌ
في قوَّتينِ .. وتعدل الأحكامُ
هذي فلسطينُ المُنى نشرَتْ على
الدُّنيا السَّنا ، نارَ الشَّقاءِ تُسَامُ
وَدِماءُ أهليهَا الأباةِ إلى متى
وَيُبلُّ من ضَمَإِ الطُّغاةِ أوَامُ
شَعبَ الصُّمُودِ طريقُ كلِّ مناضلٍ
صَعبٌ عَصيبٌ مَجْدُهُ إيلامُ
لكنَّ بعدَ ظلامِهِ و قتامِهِ
يجلُو الدُّجَى وتبسمُ الأحلامُ
سَنُعَالج الباغي بنضح ٍ مِن دَم ٍ
لهُ مِن دِمَنا شَهوَة ٌ وَ عُرَامُ
يا أيُّهَا السَّيفُ المُهَنَّدُ نصلهُ
حُزْتَ المآثرَ أيُّهَا الهمَّامُ
بنضالِكَ الدَّامي صَنعتَ مآثرًا
شَهِدَتْ لكَ الهَضباتُ و الآكامُ
وطريقُنا للشَّمس ِ نعبُرُهَا، ودولةُ
شعبِنا المقدام ِ سوفَ تُقامُ
نحنُ العذابُ المُرُّ والدَّمُ والأسَى
نحنُ الحَمائِمُ طُهرُهَا وَهيامُ
وَلَكَمْ مَدَدْنا للسَّلام ِ لَهُمْ يَدًا
قطعُوا الأيادِي وانْطَوَتْ أنغامُ
في المسجدِ الإبراهِميِّ دَنا الرَّدَى
وبكلِّ مُفترَق ٍ يدُبُّ حِمَامُ
في ساحةِ الحَرَم ِ الطَّهُور تناثَرَتْ
جثَثُ البَراءَةِ .. كُدِّسَتْ أكوامُ
لا تندُبي أمُّ الشَّهيدِ وَزغرِدي
اليومُ عُرسٌ للكفاح ِ يُقامُ
لكِ من جراح ِ القلبِ أحلى باقةٍ
لِشَهيدِكِ الإجلالُ و الإعظامُ
طفلَ الحجارةِ أنتَ أروَعُ آيةٍ
هَزَمَتْ زنازينَ العدَى فأغامُوا
طفلَ الحجارةِ أنتَ أشرفُ مَنْ مَشَى
وعَلى جبينِ الخالِدينَ وِسَامُ
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ جراحِنا
خُضنا الحُتوفَ وكلُّنا ” قسَّامُ “
المجدُ للشَّعبِ الذي قَهَرَ الرَّدَى
لم يثنِ عَزمَ كفاحِهِ الحُكَّامُ
تلكَ المجازر كلُّها شهدَتْ على
عسفِ الطّغاةِ لِيَخْسَإ الإجرامُ
لن تقدرَ الدنيا اقتحامَ عريننا
لن تقهَرَ الشَّعبَ الأبيَّ طَغامُ
فغدًا ستنفجرُ العروبة ُ، غيظُهَا
حنقا كما تتفجَّرُ الألغامُ
وَغدًا وَما أدناهُ مِن عيني غدًا
يجلُو الطغاةُ وتُرفَعُ الأعلامُ
والموعدُ المَنشُودُ قُدسٌ حُرَّةٌ
يزهُو الزَّمانُ وَتُشرقُ الأنسامُ