ضحكة عيون حيرى
وجدان خضور | رام الله – فلسطين
أرى في ضحكته ألف سؤال وحيرة تختلج في الروح. حيرة تصعد بأسراب من بخور مشاعر فضية، تجوس الديجور تبحث عن مشكاة النور لسراجه، وتمور على شرفة الوجد تناجي المعتق من عصير الليل.
يجهش في حلكة الانتظار نبضه الراعف بالرجولة، وبما يكتظ بقضمةِ التفاح، يرسل قلبه متزملا بالقصيدة إلى عشق يجول مدارات التبانة.
هو قد قبض على نعناع المدى، وأخرج لغة من علبة قلبٍ يساوره حلمٌ، وصل إلى تخومها من عزف النهاوند. وما انفك يستلهم الحنين من تغريد النوافذ ومقامات الغيم وأدغال سجائره المبللة بطيور الوله، من نشيج الجوع في عواطفه الوسيمة مسكونة بغصة انتبذت الإفصاح بالنور وراحت تركض في ظلاله تناغي أنثى ما جردت مشاعرها لنوارس قلبه.
حط بضفة لا مناص له إلا البوح على رمالها التي اقترفت عشقه، أبدع في نجاعة إخفاء الهذيان، ولذاذة الموت الأخضر وأبهة الياقوت الموغل في خلوته والهيام بخمرته. حفيف الرغبات في الشجر المخفي لنشوته يتغاصن، ونبض الكلمات حيث حديقة زهرها امتطى خيل التوق عند سياج شجرها بذاك اللقاء الودود غير موؤود.
لا أراه إلا سيظل المقيم لصلاة الوجل من جزع الغياب في محراب التودد، وأيقونات المشاعر مترعة بكوثرها ليصحو وقدحه ما زال على مائدة الانتظار، يضحك ضحكته الحيرى ثم يعود يغط في كلماته برفيف أجنحة الحلم.