هسيسُ الرّيح

جميلة بلطي عطوي | تونس

في هسيس الرّيح

تردّد الصّرخةُ

حكايا ألف ليلة وليلة

شوق حلم قاب الوصول

شفطت الصّدفة كلّ جهده

في لمعة الضّوْء

تُشيعُ المرايا سرّ الحكايا

تزهُو نُجومٌ

يغيبُ قمر

والرّيحُ تبقى مُدمْدمة

على الجبل

على الوَهْد

على الحصى والشّجر

منْ تضاريس الوقت

تطلُّ الغيمةُ القادمة

منْ بعيدٍ …بعيد

تُثيرُ شوق القطيع إلى المراعي

حنين الرّاعي

همس النّاي في أذن المدى

يُشاكسُ فجْرًا

يُداعبُ حقلًا

تنبري أقصودة الكون

في خرير الماء

على صفحته يكتبُ النّور

ترسُمُ الشّمسُ

تلوحُ اكتشافات السّنباد

أو كنوز الغوّاصين

في عمق البوح تتلجلجُ ترنيمة

وقت أفلت من قمقم الاحتضار

ركب سرعة الضّوء

قال : أغادر

ما عدتُ في الكون سيّدا

بيعتْ تفاصيلي في مزاد رديء

أهدرني السّماسرة والتّجّار

في جعبة الواقع

أتوه

أنا المؤمنُ بالصّدق

بالزّمن الجميل

بالقيثار يهزج باللّحن الشّجيّ

بالأرض

تلك التي أراها تُكابد

تَسقط تحت أحمال عصيّة

فيغزوها الظّلام

في غياب النّهار

ويبقى هسيس الرّيح في أذن الحياة

أمنية على شفا الوعد

تضربُ الودع

تتقصّى طريق العودة

تشتمّ ريح الوصول

في الرّيح

في النّهر

في الرّموس على شواهدها

سجّل التّاريخُ علامة

أمنية حبلى بحلم الآملين

بالكون يرتّبُ أشياءه

في انتظار السّلامة