وَهْمٌ كثيف

سميرة البوزيدي | طرابلس

أكتب نصا حذرا

مليء بالأقفال والرموز¥*&$

أشعوذ اللغة لتقول كلمة صغيرة

اختفى فيها نصف سكان المجرة وانحشر فيها وجهك المعطوب

أكتب شرفة وأعني القفز

أكتب الموت وأعني الحرية

لأنني عبدة مطيعة للغة الميتة أجر من العصر المملوكي قيدي الذهبي

ألّمعه لكي لايصدأ ويتحشرج في النحيب

والكثير من الكلمات السوداء أضعها في قراطيس غبية وأوزعها على الرفوف

هذا رف للذكرى وآخر للحرق وثالث للنسيان المُرّ

هذا بلاغ للفراغ العظيم أعترف الأن أنك سيدنا وملاذنا

ووهمنا الكثيف

أتوارى في الشعور المر لكل ماتمنحه لنا

أتذوق الطعم الحاد للغيوم كي تمطر وأنا في الكوخ المغلق على الرغبات وهي تجف كأسفنجة في الريح ثم تتفتت وتتلاشى

أخبرتك أن الحب لايستقيم بغير الدم

جرعة جرعة وينتهي الأمر وتجف العروق في الريح

لماذا نخاف من المصائر الغامضة

يأخذ كل شيء وقته

ينتزع العروق عرقا عرقا

يمص الرطوبة من الجلد المزهو

يكشط ببطء معذب الذكريات مع فروة الرأس

تسقط الرموش والأهداب يهترىء الجسد

تبقى عظمة الرسغ وأصبعا يشير للسماء

كنا هنا بشرا

نحب ونتنفس

وتركنا جرحا ينزُّ

في وجه الوجود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى