الأُنثَى القُرْمُزِيَّة (قصة)

موزة المعمرية | سلطنة عمان
“لا يوجد جوهرة في العالم أكثر قيمة من أنثى تنزه نفسها مما يُعاب”.
في طريق الحكمة وفي ممر الممشى الضبابي لا يمكن للمرء التكهن بخبايا ذاك الطريق أو بخبايا تلك الحكمة التي يظن بأنها محورُ فكرٍ وقلبٍ وروحٍ فعَّال، ولكن في واقع المعقول المنبثق من اللامعقول من تلك المعمعة الشرسة المُطلق عليها “سوشيال ميديا” وهو لفظ ليس بعربي ولكنه منبثق من طفرة التقدم التكنولوجي الغربي وما أحدثته طفرة التطور التقني المرئي, هناك وُجِدَت هي مُنبثقة مما هو مُنبثق حولها وأرادت من أن تكون كما تراه حولها ولذلك قررت في قرارة نفسها من أن تكون “الأنثى القرمزية”.
بدأت بالمشي في ذاك الممشى الضبابي الذي يعج بصخب الطفرات الغريبة, أخذت تتأمل بما تقدمه الطفرات يوما بعد يوم فاستدلت على ما أُتيح لها من أفكار مُقتنصة من واقع غيرها وبدأت باللعب كما يلعبون على عقول السُذَّج من المُتابعين بشراهة لما يُقدمه غيرهم, ولكن هذه الأنثى بدأت بطريقة أخرى نوعاً ما عن غيرها ففعلت ما تفعله حشرة الأنثى القرمزية من التقرب من فريستها رويداً ثم غرز سمها في الفريسة مع الاحتفاظ بها في كهف فكرها إلى أن تحين فرصة الانقضاض عليها والاستفادة بأقصى ما تمتلك فريستها من مادة المال فلولاها لما دخلت ممشى الضباب وسارت فيه.
فريسة تتلوها فريسة ثم أخرى فأخرى إلى أن استطاعت تجميع أكبر قدر ممكن من شراهة المادة الممزوجة بلزوجة السم الأنثوي الخادِع, وهاهي بدأت بالانتشار كانتشار مرض السرطان في جسد كان صحيا ولم يعد المشكلة الآن في الانتشار وما تفعله الأنثى القرمزية باتت الكثيرات من شبيهاتها يفعلنه ويتقدمن ويمضين أكثر ويرتفع شأنهن حتى إن بعضهن قد بلغن العُلو أو هكذا بات يُخيَّل لنظري المحدود البصر.
“إبدأوا من اللحظة بإيقاف الأنثى القرمزية وإلا استطاعت التفشي بسمها في عقول الأبرياء أكثر مما فعلت للآن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى