النضال من أجل الحقوق والمساواة.. تجليات اللحظات الصعبة

محمـد علوش | كاتب وشاعر فلسطيني

ليس سهلاً أن تجهر بالحقيقة

 ليس سهلاً أن تكون كاتباً حراً وصاحب رأي وأن تجهر بالحقيقية في واقعٍ رديء الحقيقة غير مرغوب بها في بازار الابتذال والأوهام والوعود الفارغة التي لا رصيد لها في عزائم الأمور، والحقيقة صعبة ولا يتقبلها الكثيرون ، فقد اعتدنا على الخطوات السهلة .. اعتدنا أن نغلف كلامنا المعسول بالأمنيات وكأنها حاضرة ولن يطول توزيع غنائمها فقد نزل الجميع عن جبل أحد ، واعتدنا أن نبتعد عن المسائل الإشكالية وعن القضايا الجدلية والخلافية حتى لا نخسر ما تبقى من رصيد موهوم !!

وأسهل الأمور أن تقول لا أعرف أو لا علاقة لي

أن تكون كاتباً وصاحب رأي أو مسؤول ما تتحلى بالنزاهة والصراحة والمصداقية فعليك أن تتحمل المسؤولية وأن لا تتهرب من أي استحقاق وأن تتحمل النتائج والتي ستكون بمجملها لغير صالحك لأن إرضاء ” الناس ” غاية بعيدة ، وقد تعودنا أن لا نكون صريحين مع الناس في مختلف القضايا وأن نبني لهم قصور وحدائق ووظائف ومزايا وجنات تجري من تحتها الأنهار .. ولكن في الأحلام وفي الأوهام !!

نحن أيضاً كجمهور عريض لا نتقبل الحقيقة ، نلتف حول من يكذب علينا ، الكذب يدغدغ عواطفنا ومشاعرنا ، وهذا الكذب نعرف أنه كذب وأنه من نسج خيال ذلك الأفاق الأشر ولكن يخطفنا ذلك البريق والمشاعر الصفراء عندنا يحاول أحدهم أن يتباكي على حقوق مهضومة  لفئة مظلومة وحقوقها مغتصبة منذ سنوات وقد أطلق لسانه معبراً عن تضامن ليس بريئاً .. فأين كنت قبل الآن .. أين كنت والناس تأن من فقرها ومن الظلم  الذي وقع عليها ؟؟

 ويأخذنا بعيداً نشيد الكذب المجلجل ونلحق بالكذابين ونحن نعرف أنهم كذابون ، وان صارحنا أحدهم بالحقيقة وتحدث بالمعطيات والأرقام والمعلومات ، وتحدث بحيثيات القرارات يصبح شيطاناً رجيماً ينبغي لأن يرجم وأن يكون مصيره غضب المؤمنين وشتائمهم على صفحات فيس بوك الحريات والضمائر الحية للانتصار لكرامة من مستهم الحقيقة ، الحقيقة ” الملعونة ” التي لا يريد أن يسمعها أو يفهمها أحد ، فقد تعودوا على أكذب الصدق وأصدق الكذب من أولئك ” المسؤولين ” الذين يلوحون براياتهم ولافتاتهم الكبيرة !!

النضال من أجل الحقوق والمساواة 

نحتاج في فلسطين إلى مزيد من النضال الديمقراطي والاجتماعي المطلبي الذي يجب أن تنخرط فيه كل القوى السياسية والاجتماعية الحية التي تؤمن بالديمقراطية من أجل إحداث التغيير المنشود في بنية المجتمع وتكريس الحقوق والمساواة والعدالة الاجتماعية والحياة الديمقراطية وتكريس سيادة القانون والحريات العامة .

إن النضال من أجل إقرار قانون حماية الأسرة من العنف وفي ظل تنامي حالات العنف ، بل والقتل على خلفيات مختلفة وبخاصة إزاء المرأة وانتهاك حقوق المرأة يتطلب مزيد من الفعل من اجل إقرار القانون وحماية المرأة من العنف بعيداً عن ذلك التحريض والتشويه الممنهج التي تقوم به بعض الأطراف في الساحة وبخاصة القوى الدينية ومن يسير في ركابها ، وهذا الأمر يشكل مسا بالحقوق المجتمعية العادلة والمشروعة التي يجب ان تنالها المرأة باعتبارها من ابسط الحقوق .. أن توفر لها الحماية .

النضال الاجتماعي ليس أمر سهلاً ويتطلب تضافر الجهود والعمل الجماعي من اجل تحقيق الأهداف المرجوة ، ونضالات الحركة النسوية يجب أن تستمر وأن لا توقف وترفع الراية البيضاء استسلاماً امام التهديدات التي تتعرض لها والبيانات المغرضة التي تشوه نضال ومكانة وحقوق المرأة .

إقرار قانون حماية الأسرة من العنف والذهاب نحو نضالات متجددة من اجل المطالبة بقوانين وتشريعات أكثر عصرية وديمقراطية من اجل تطوير مجتمعنا والرقي به وحماية حقوق كافة الفئات والشرائح الاجتماعية في ظل ما يجري من أحداث كبيرة حولنا .

علينا تصعيد نضالنا المدني الديمقراطي السلمي من أجل تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية من خلال مطالبة الحكومة بسياسات اجتماعية واقتصادية ورفع راية العدالة الاجتماعية والمساواة حتى تتحقق .

قدس الله سر الكلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى