اقرأ المشهد بحذر

د. سمير شحادة التميمي | فلسطين

خرجَت العناكبُ من أوكارها
تفاءلَ الشيخُ لمّا رآها
وقال:
قريباً سياتي الفرجْ
بشراكِ يا فاطمةْ
وقامَ يتوضأُ كي يدركَ الصلاةْ
امرأةٌ تأتي من البعيدِ البعيدْ
تحملُ نعشَها على عاتقها
تقولُ: ثقيلةٌ أوزاري
سأحرقُ النعشَ بما فيهِ
قبلَ أن تأكلني عناكبُ الوقتْ
طفلٌ في حُضنِ أمهْ
ألقمتهُ ثديَها الناشفْ
يسالُ والدَهْ
أين ذهبَ الحليب؟
كيف جفّ؟
الوالدُ يضحكُ من خبث السؤالْ
أمُ تخبيءُ وجهها بطرفِ شالِها
وتقهقهْ
ينفلتُ الولد من حُضنها
ويبكي
من شدة الجوع
والوجع
ضجيجٌ في الشارعِ الخلفِيّ
فرقعاتٌ ودخانٌ ولحمٌ يحترقْ
سياراتٌ تفرُّ
وأطيافٌ
تختفي
العناكبُ تطلُّّ برؤوسِها
تداهمُ الشوارعَ والبيوتَ والأشجار
وتبني بيوتَها بفرحٍ كبير
وأنا اقرأ المشهد بحذر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى