سوالف حريم.. الجزاء من جنس العمل

حلوة زحايكة | القدس العربية الثحتلة

من حكاياتنا الشعبية التي أبدعها الآباء والأجداد، هذه الحكاية، التي تحض على برّ الوالدين، وضرورة رعايتهما خصوصا في سنّ الشيخوخة، تقول الحكاية:
كان في قديم الزمان رجل عجوز، لم تقبل وجوده “كنته” زوجة ابنه في البيت الذي بناه هو، وهددت زوجها الذي هو ابنه، بأن يتخلص من أبيه، أو أنها ستترك البيت وتعود إلى أهلها. قبل الابن العاق ضغوط زوجته، فحمل أباه على ظهره، حتى وصل به إلى كهف يبعد عن البيت أكثر من مئة متر، ووضعه هناك، بعد أن أعطاه فروة ليفترشها ويلتحفها، ووعد أباه بأنه سيأتيه بالطعام يوميا، وقبل أن يغادر الولد استوقفه أبوه وقال له:
خذ نصف الفروة واحتفظ به لنفسك.
فسأل الابنُ أباه عن سبب اقتراحه؟
فأجابه الأب حزينا: لأن أبناءك عندما تشيخ سيضعونك في مكان أبعد من هذا المكان، ولن يعطوك ما تفرشه أو تلتحف به، فمثلما تدين تدان!
صدمت مقولة الوالد ابنه، فعاد إلى رشده، وحمل والده وعاد به إلى البيت، وقال لزوجته: لن أضحي بأبي من أجلك. فالنساء كثيرات.
فرضخت الكنّة وقبلت بأن يبقى حماها في بيته.
تذكرت هذه الحكاية وما تحمله من حكمة أثناء زيارتي يوم أمس لبيت الرّحمة في حيّ الصلعة في السواحرة الغربية بالقدس، حيث شاهدت ثماني نساء وثلاثة رجال من أمّهاتنا وأبائنا العجزة، ومن مناطق مختلفة، يعيشون في هذا البيت، لأنّ أبناءهم لم يقدّموا لهم الرعاية، ومنهم من يزور أباه أو أمّه في حالات نادرة وقليلة، ومنهم ما عاد يتذكر أنّ له أبا أو أمّا فلا يزوره بتاتا، وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى