رسائلنا ضلت الطريق
بقلم: فريدة عدنان
مذ غاب ساعي البريد
أغصان الأشجار غاضبة
من صرير الريح
من رحيل أوراق شاحبة
وقتَ الخريف
هناك خلل أكيد
شوارعنا كتب
تروي بقايا
ابتسامات وأحاديث
مبعثرة فوق
كراسي من حديد
مُواء القطط في الظلام
يُعيق السمع
أتُراهُ
صُراخ أطفال آت
من بعيد؟!!
سيانٌ هوصراخ
الطفل والهرِّ
هناك خلل أكيد
فصولنا باتت فصلين
صيف وخريف
تخلفَ المطر
وغاب عن أيامنا
الربيع
فمتى تتفتح أزهار
الياسمين؟!!
متى يصدح
صوت العندليب ؟!
متى تروي المدافئ
حكايات العاشقين ؟!
هناك خلل أكيد
خلا قعر البحر
من الحيتان،
من المرجان ،
من الزبرجد.
حطامُ أحلام،
عتمةٌ ونحيب
هكذا خَتمتْ موجة
على الرمال
قبل الرحيل
هناك خلل أكيد
فينا الإنسان حاضر
لكنه غائب بلا ضمير
توسطت الراء الحب
فأذابنا بركان من الحنين
لرسائل كانت
تعبر القلب نحو
الوتين
متى يعود ساعي
البريد؟!!
متى تتكاثف غيوم
المحبة،
ويأتي الربيع ؟!
فالإنسانية طالها خلل
هذا أكيد…