إثمٌ كبير وإثمٌ أكبر

د. محروس بريك | أكاديمي مقيم بدولة قطر

في قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ …) البقرة:217.

هاهنا قضيتان؛ الأولى: جواب سؤالهم عن القتال في الشهر الحرام بقوله (قتالٌ فيه كبيرٌ) ف (قتال) مبتدأ و (كبيرٌ) صفة لخبر محذوف؛ والتقدير (إثمٌ كبيرٌ)

وأما القضية الثانية فتتمثل في الاستطراد ببيان ما هو أكبرُ إثمًا مما سألوا عنه .. إنها تلك الأفعال التي اقترفتموها أنتم أيها الكافرون في حق الله وحق المؤمنين!! وهذا يقتضي ذكر ركني تلك القضية (المسند والمسند إليه)؛ إذ لم يدُر في أذهانهم أن هناك ما هو أكبر إثمًا من القتال في الشهر الحرام.

أما الركن الأول من تلك القضية فيتمثل في المبتدأ بعد واو الاستئناف (وصدٌّ عن سبيلِ الله) وما عطف عليه (وكفرٌ به) أي: وكفرٌ بالله، (والمسجدِ الحرامِ) معطوفًا على (سبيلِ) أي: وصدٌّ عن المسجدِ الحرامِ، و (وإخراجُ أهلِه منه) أي: إخراجُكم المؤمنين أهل المسجد الحرام منه.

والخبر هو الركن الثاني لتلك القضية (أكبرُ) أي: إثمٌ أكبرُ من القتال في الشهر الحرام.

إذن:

 – قتالٌ في الشهر الحرام // إثمٌ كبير.

– وصدٌّ عن سبيل ، وكفرٌ بالله ، وصدٌّ عن المسجد الحرام ، وإخراجُ أهل المسجد الحرام المؤمنين منه // إثمٌ أكبرُ عند الله. وهذه الأفعال تفتن المؤمنين عن دينهم، وفتنةُ المرء عن دينه أخطر قضية يتعرض لها المرء إنها أخطر من القتل في الشهر الحرام (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى