دَمعُ قصائدِي فَضّاحُ

د. إبراهيم طلحة | اليمن

ولربّما تتناسخُ الألواحُ

                     يومًا كما تتناسخُ الأرواحُ

ولربّما تغدو الخسارةُ مكسبًا

               بعضُ الخسائرِ – ربّما – أرباحُ

ما دامَ أنّكَ شاعِرٌ مُتَمَكِّنٌ

                      ما دامَ أنّكَ بُلبُلٌ صدّاحُ

فارتَح قليلاً مِن قصائدَ قُلتَها

                    واتعَب قليلاً ريثما ترتاحُ

وإذا سَهرتَ اللّيلَ دُونَ نَتِيجَةٍ

             قُل مِن صباحِ الصُّبحِ: يا فَتّاحُ

هذا الزّمانُ تحكّمَت بزمامهِ

             “شبّيحَةٌ” مِن خَلفِها أشباحُ

ضحكٌ.. بُكاءٌ، مُبكِيانِ كِلاهُما

                    وتَوالَتِ الأفراحُ والأتراحُ

الأرضُ تُرسِلُ لِلسّماءِ رِسالَةً

            أن لم يُفِد مِن خَيرِها الفَلاّحُ

زَمَنٌ عجيبٌ غامِضٌ مُتَغَيِّرٌ

                ولِكبرياءِ مشاعري يَجتاحُ

“سيزيف”، إنّ الصّخرَ أثقَلَ كاهلي

          “سيزيف”، ما للصّخرِ لا ينزاحُ؟!

لولا الحبيبة لا حياةَ تروقُني

               الرُّوحُ عِندَ حبيبتي والرّاحُ

لا شَيءَ يُشبِهُ دَلَّها ودَلالَها

                العِطرُ مِن أعطافِها فَوّاحُ

الشّمسُ والقَمَرُ استعارا وَجهَها

             والكَوكَبُ الدُّرِّيُّ والمِصبَاحُ

الوَردُ فَوقَ خُدُودِها مُتَوَرِّدٌ

          والخَمرُ فَوقَ شفاهِها أقدَاحُ

ما بينَ نَهدَيها تَحَدَّرَ مِن عَلٍ

                 شَلاّلُ ماءٍ هادِرٌ ينداحُ

“يا البُرتُقَالَةُ” بُرتُقَالُكِ في فمي

               والتّينُ والزّيتونُ والتُّفّاحُ

حاوَلتُ – لا أُخفِيكِ – حَبسَ مَشاعِري

             لكِنّ دَمعَ قصائدِي فَضّاحُ

في القَلبِ نِيرَانٌ، ولا أبكي كما

       يَبكِي ويذرفُ دَمعَهُ التّمساحُ

تَمضِي إلى عينَيكِ كُلُّ قوافلي

       تَمضِي القوافِلُ.. ينبح النّبّاحُ

لا شَيءَ يُثنِينِي وأعرِفُ جَيّدًا

           أنّ “الحياةَ عقيدَةٌ وكِفَاحُ”

البَحرُ غَدّارٌ خطيرٌ، إنَّما

         شَدَّ الشِّراعَ وأبحَرَ المَلاّحُ

وإلى الحَبيبِ مَضَى يُدَاوِي قَلبَهُ

          إنَّ الحَبِيبَ طَبِيبُهُ الجَرّاحُ

خَفَضَ الحَبِيبُ جَنَاحَهُ لِحَبِيبِهِ

    خَفَضَ الجَنَاحَ فما عليهِ جُنَاحُ

ولِكُلِّ نافِذَةٍ لِتُفتَحَ مِقبَضٌ

           ولِكُلِّ بابٍ مُغلَقٍ مِفتَاحُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى