التراث والهوية الوطنية.. لماذا نحافظ عليه؟

ماجد الدجاني | فلسطين

إن التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، وهو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية لذا فإن الاهتمام به من الأولويات الملحة.
وهناك تعريف آخر: التراث هو ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل ، نقول: “التراث الإنساني”التراث الأدبي ، التراث الشعبي”، وهو يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات.
أي أن التراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته (ورثته) الأجيال السالفة للأجيال الحالية  التراث هو ما خلفه الأجداد لكي يكون عبرة من الماضي ونهج يستقي من الأبناء الدروس ليعبروا بها من الحاضر إلى المستقبل.

والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان.

ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية.

التراث الشعبي عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل.

ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير.

ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف و أنواع الرقص، و اللعب، و اللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية؛ فالتراث هو كل ما وصل إلينا من الماضى داخل الحضارة السائدة. فهو قضية موروث.

وفى نفس الوقت قضية معطى حاضر على عدد من المستويات، وهو حاضر فينا أو معنا من الماضى، ماضينا نحن أو ماضى غيرنا القريب منه أو البعيد.
التراث هو كل ما ورثناه تاريخيا من الأمة التى نحن إمتداد طبيعى لها .وبحد التجريد.التراث هو وعى التاريخ وحضوره الشعورى فى الكيان الفردى أو الجمعى .
وهذا يعنى أن التراث ليس كل ما وصل إلينا من الماضى , وإنما هو كل ما وصل إلينا من الماضى وله خاصية الفعل والتأثير فى حياتنا وعلى أفكارنا ومفاهيمنا وتصوراتنا. والذى لا يمتلك هذه الخاصية لا يصدق عليه وصف التراث , بالمعنى الوظيفى للتراث.
ومن هنا جاءت الجدلية التى وصفت تارة بجدلية التراث والعصر, ومن تارة أخرى بجدلية التراث والحداثة أو بجدلية التراث والتجديد.

فالتراث هو من جهة ينتمى الى الماضى من حيث النشأة والتكوين، ومن حيث الإطار الزمنى والتاريخى، ومن جهة أخرى هو مؤثر فى العصر وفى حياتنا الفكرية بالذات، ومؤثر فيها بقوة تفوق العديدمن المؤثرات التى تنتمى إلى عصرنا.وكلما تغيرت الحاجات الفكرية تغيرت معها طبيعة ما يستدعى ويطلب من التراث.
والذى أراه أن التراث يقال للشئ الذى يمكن أن يورث؛ أى الذى له قابلية النقل والإنتقال من جماعة الى جماعة أخرى,ومن جيل الى جيل أخر، ومن الماضى الى الحاضر. وهذا ما نستفيده من الحقل الدلالى لكلمة التراث.
وهذا المعنى يكون التراث موضوعه الإنتقال. والإنتقال تارة يكون ماديا كانتقال المال والأملاك من الإنسان الميت الى ورثته الأحياء. وتارة يكون معنويا كانتقال الحسب والنسب والشرف,وتارة يكون ثقافيا.
لهذا نقول إن التراث هو ما له خاصية وقابلية الإنتقال من الماضى الى الحاضر الإنتقال الذى تكون له خاصية الفعل والحركة والتأثير.
وهذا الإنتقال إما أن يكون لاعتبارات مرتبطة بالحاضر ومقتضايته,و إما لإعتبارات مرتبطة بالتراث نفسه من جهة طبيعته وقيمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى