تراتيلٌ على ضفاف دجلة

علي كريم عباس (شاعر دجلة) | العراق

إنّني في العشقِ أَذهلتُ الحيارى

                     وسهرتُ الليلَ، ألغيتُ النهارا

وكتبتُ القلبَ أبياتاً تراءت

                    للورى سهماً فيغتالُ العذارى

ذرةٌ حبي على الإعصار تقوى

                ذرةٌ في الكون لا تصبو انشطارا

مجهريٌ كل إحساسي ولكن

               حجمهُ في الكون يجتاحُ المدارا

هو ثلجٌ عندما ألقاكِ شمساً

                        هو ماءٌ عندما ألقاكِ نارا

حينما أُعطي انبعاثاتي لوجدٍ

                   عندها أصحو فيزدادُ انغمارا

عندها حقا يكون الشعرُ لحناً

                  من لسانٍ ربما يُدعى هزارا

وأرى الابياتَ تدعوني لبيداً

                      أو زهيراً أو جميلاً أو نزارا

كم من العشّاق أرهفت بحسّي

                  وكأنَّ الجسم بالإرهافِ طارا

وكأنَّ الأرضَ والأقدامَ ضدُّ

          هل رأيتَ الغيمَ في الأرجاءِ سارا؟

فإليها رمَلَ الحسُّ فصارت

                  كل أبياتي تناديها احتضارا

يا دماراً اسعدَ الروحَ وساوى

             بين ما يُبنى وما يُدعى دمارا

كنتُ حُرّاً في طريقِ العشقِ لكن

          خيروني، عندها أخترتُ الحصارا

آهِ من ليلى فليتَ الدربَ شبرٌ

               ليتهُ أدنى وكان الوصلُ دارا

كلما مرَّت على فكري حواراً

            حينها أَسهو فلا ألقى الحوارا

خَمَلَ الصوتُ وما زال حواري

           وأرى الكونَ من الإنصات حارا

ولعبتُ النردَ بالعشق كثيراً

       آهٍ كم أخشى من النردِ القمارا 

مزعجٌ للقلبِ أن يلقى صدوداً

         وجميلُ الرد أن ألقى اعتذارا

لا جميل الرد أُسعدّتُ ولا من

   سلسبيل الوصلِ أُسعفت جهارا

همتُ في ليلٍ وكان الضوءُ خلفي

         وطريقي مبهمٌ والعزمُ خارا

من دوار البحرِ عانيتُ لديها

      وأنا في البحرِ لا القى دوارا!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى