لا تمزحي بجنوني

عزيز فهمي | المغرب- كندا
لا تمزحي بجنوني
لا تسخري من رجفة المعنى في كلامي
من غرابة الانتظار في سؤالي
فحين أعجن الحقيقة رغيفا لحيرتي
حين أشيد طريقا يسلكه ضياعي
أحرر  من مفاتن  همزة القطع
ما تقطَّعَ من حبائل القبول
أرسم على شفا اللسان همزة وصل وحيدة
ربما توصلني إلى تكهنك
لأقرأ علق تشكلك
فإن فشلت أمام حيطان تعنتك
أصيح كنيرون،
إني أنتشي بطقطقة الجمر
في رقص النيران
أدخن روما وكل البلدان
أرفع ما أملك من غضب ومن إيمان
في وجه الريح
ووجه الزمان
مادُمتِ عاجزة عن أن تدركي
أن الله موجود هنا أمامي
وموجود في الوجه الآخر لكل مكان
ما عليك إلا أن تتمعني في ميلاد المطر
سقوط هادئ مثل لمسة بلسم
يغازل الزهر والشجر
وهطول عسير
يصرخ من ألمه الرعد في مهبل الغيم
تكون فيه البروق جراحاتِ المشرح الإلهي
حين يتعذر الطلق من رحم السحاب
كل شيء له نصيب من الخطأ
ومن الصواب
ما تبقى حلقات مُفرغة تدور وتدور
قفاها غد وأمامها أمس
نمارس النسيان
كي تستمر الدائرة في الدوران
بنا وبظلال الأيام
فالجنون حقيقة الوجود
والتيه معطفه الصيفي
حذاؤه المتعب بالجهات
فلا تهزئي بحلم الليل
وكابوس النهار
ها أنا أخاصم من أجلك
صورتي في المرآة
أحاور صورة الله في الإنسان
كي أجيئك مدثرا بقلقي
أهدي إليك صراخ العطر
حين تدميه أشواك الزمان
لكن لأجلك يكتم وجعه
فيغني
لتظل الدائرة تدور
فلا تهزئي بهذا الجنون الجميل
جنوني
كي تدركي ما تقوله لك هذه الكلمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى