أغنية إلى الإنسان

أديب كمال الدين | شاعر عراقي مقيم في استراليا

1.

هذه أغنية أعددتُها لكَ،

أغنية بسيطة جدّاً

وقصيرة جدّاً.

أغنية تتحدّثُ

بشوقٍ كبيرٍ عن الحاءِ والباء،

وتُحاولُ

بإصرارٍ كبير

أن ترسمَ لها جَناحين

وعشّاً في آخر المطاف،

عشّاً يكفي لبيضةِ طائرٍ مَنفيّ

لا اسمَ له ولا عنوان.

2.

أفترضُ أنّكَ ستساعدني

على الاستماعِ لها

أو ترديدِ كلماتِها البسيطةِ مَعي.

ربّما ستضعُ لها ما يُشبهُ الإيقاع

إن كانَ قلبُكَ ينبضُ بشيء مِن اللطف

وليسَ مَخلوقاً مِن الخشبِ أو الحجر.

وربّما ستقومُ فترقصُ على إيقاعِها

إن كانَ قلبُكَ قد عَرَفَ الحرمان

واكتوى بنارِ الهجران.

3.

لكنْ لا ترقصْ رقصةَ القرَدَة

ولا رقصةَ الذئاب

فذلكَ يُفسدُ النّصَّ حتماً.

ارقصْ مثلي رقصةَ المُتصوّفة

أو رقصةَ الأيتامِ في الملجأ يومَ العيد

أو ارقصْ رقصةَ الغرقى

إن كنتَ بساقٍ واحدة.

أمّا إذا كنتَ تكرهُ

كلَّ شيء حتّى نَفْسك

فَلا ترقصْ على الإطلاق،

اكتفِ بوحشيّتِكَ المُستترة

ولا تحاولْ نَشْرَها على الحبال

حتّى لو استطعتَ أن ترقصَ

رقصةَ المحكومِ عليهِ بالإعدام!

******************

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى