مطهر من ضلالات الورى أبدا

إياد شماسنه | فلسسطين

نور من الشرق يدنو ثم يشتعل
إن السماء بباب الشرق تحتفل

///
الأرض مشغولة فيما تكابده
من جهل معتقد ،بالبأس يشتغل

///
والباقيات التي في الأرض باقية
ما زال فيها اختلاف أصله الجدل

///
والقائمون بأمر الناس قد فتنوا
بشهوة الدم دهرا عندما اقتتلوا

///
والعارفون بشأن العقل قد صنعوا
في العقل آلهة ، من حيث ما جهلوا

///
ما كان في الجو إلا ظلمة ومدى
من الضلال ، وركب سيره زلل

///
حتى تنفست الصحراء في أمل
بشرى السماء بان القادم الأمل

///
في بطن مكة مولود ، ووالده
بالمجد متصل ، والمجد يتصل

///
جاءت به خير أم في مكانتها
في ظل وارفة في أصلها الأصل

///
فنور غرته في طهر غرتها
مصدق للذي جاءت به الرسل

///
مطهر من ضلالات الورى أبدا
في مره المر أو في حلوه العسل

///
.فقام في الشام قول انه قدر
وقالت الفرس :أمر أمره جلل

///
وسارت الأرض بالبشرى محدثة
حتى تنافست الأنوار والظلل

///
وسار من خطوه أولى مواجعه
وراح في خطوه بالصبر يحتمل

///
يكابد العمر محمولا على كنف
في حضن والدة، أو حضن من كفلوا

///
.ومن ديار أبيه أو مراضعه
إلى ديار بني سعد وما احتملوا

///
حتى تشققت البطحاء عن رجل
مثل الملائك إلا انه رجل

///
محكم في اختلاف القوم مؤتمن
بين الخصوم ، وما يدنو له فشل

///
. تكاد تورق فوق الرمل خطوته
من حسنها ، ويكاد الرمل يبتهل

///
لولا الوقار على جنبيه من خلق
ومن ثبات ، لقامت نحوه السبل
///
وراح في الغار مشتاقا لخالقه
يراقب الكون كيف الكون يمتثل

///
ومن يدبره في كل حاضرة
وكل غائبة في الغيب تنسدل

///
حتى أتاه اليقين الحق مرتفعا
عن الظنون ، وبعض الظن يعتقل

///
فليس يقبل إلا وحي خالقه
وقد تردد فيه العلم والعمل

///
يرنو إلى الأفق مبهورا بأجنحة
راحت بأمره في الأفق تنتقل

///
. يتلو عليه كتابا كله عجب
ويأمر الأمر فيه اللطف والثقل

///
وقد تزمل في بيت التي حملت
من حمله ما توانت عندها المثل

///
وقام في القوم يدعوهم إلى درر
من المكارم ، لا جد ولا هزل

///
ويخرج الناس من ظلماء رحلتهم
إلى مجال تداعت عنده الملل

///
يقطر النور في أضلاع من عرفوا
طريقه ، فيذوب الغل والغلل

///
ويبلغ الغاية العليا بمن ثبتوا
على الهداية ، والغايات تقتتل

///
مكرم بجنود الله منتصر
في ساحة الحرب ، فهو الفارس البطل

///
يحنو على لهفة في صدر باكية
في جوفها الجمر أو في جفنها البلل

///
حتى الجذوع وان جفت وان قطعت
تئن شوقا إلى جنبيه ، أو يصل

///
فدانت الأرض طوعا أو مطاوعة
وأشرقت فمضت بالحق تكتحل

///
يقشر الظلم عن أركان عالمها
ويطلق العدل فيه الناس والدول

///
تحتاجه الأرض إذ نحتاجه أبدا
حتى تعود لنا أمجادنا الأول

///
والكون أجمعه يشتاق طلعته
والأرض من دونه يجتاحها الملل

///
ولا نزال نصلي حين نذكره
على اسمه ، فيصلي السهل والجبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى