من أنا
مها بلان | سوريا
أنسج من هروبي مخرجاً إلى الحروف
غير أنني لا أزال مذ حطت هذه الحرب اللعينة رحالها أتعلم كيف أكتب.
أذكر قبل ذلك
كان الحب صديقاً لنا لكنه اختفى أو لربما مات على مداخل القلوب.
كل الدروب قلوب
كل الشموس قلوب
كل الظلام قلوب
حتى الموت قلوب
لاتكن كاتباً
ستكون مطعوناً بخنجر الخيبات
تُرجم بالآلام
وتتغذى على الحزن ترتديه مع ربطة عنقك بكل أناقتك
سيلتوي كاحل قلمك من الركض مع مارثون فكرك “ثم تُجبّره من صمغ قلبك.
ستكون أكثر المجانين إتزاناً.
تمتهن الصمت حيناً وحيناً البكاء.
تقرصك غربة الروح
تجرك من أذن قلبك
وكي لاتهزم
تصير قائداً لفيلق دون نجمة كتف.
تمخر عباب البحار على أمواج الورق أمام مدفأة اعتزلت النار عنوة
كل ذلك لأن الحياة لم تمنحك فرصة لرؤية البحر.
سيقتلك السمك صدقني.
كل مرة حين تكتب ستقول معاذ الله هل هذه هي الحقيقة…
وإن ساء مزاجك
ستستمع إلى بيتهوفن وتغلق شاشتك اللعينة لا أحد سيهتم لأمرك إلا أوراقك .
يشغلها ماتفكر فيه
أكان ضرورياً أن تكون كاتباً.
يحق للعشرة أن تتنازل عن الصفر فالوحدة عبادة
ماذا لو
ركنت مفرداتك ليسعدها طعم السكر الفضي …تستمع لصوت حبات الودق .
حتى لا يفضي بك الأمر في النهاية وتقول من أنا.