الرواية نوعان فقط ومحاولة تقسيم الأدب أيديولوجيا غباء مطلق

 

 نبيل عودة

يعد الفيلسوف الألماني هيجل أول من قدم نظرية للرواية في الغرب من خلال رؤية فلسفية جمالية مثالية مطلقة. فقد ذهب هيجل إلى وجود قرابة كبيرة بين الرواية والملحمة، إلا أن الفن الملحمي باعتباره شعرا لم يزدهر إلا إبان الفترة اليونانية.. لذا رأى بالرواية ملحمة تفتقد للآلهة.

وقد أقر هيجل بأن الرواية ملحمة بورجوازية أو ملحمة عالم بدون آلهة، أفرزتها تناقضات المجتمع الرأسمالي، ويبدو من خلال ما كتبه هيجل أنه يفضل الملحمة على الرواية، والشعر على النثر.

بينما جورج لوكاتش، المفكر التنويري الكبير (هنغاري الأصل) يصر بأن الرواية ليست إلا ملحمة البرجوازية التي ظهرت على مسرح التاريخ في أعقاب النهضة الأوروبية، وبالتحديد بعد الثورة الصناعية التي جعلت منها الطبقة السائدة في المجتمعات الأوروبية”، وعلى اعتبار أن البورجوازية طبقة أوروبية فرضت انتصارها عالميا بعد تمكنها من فرض قيمها على أوروبا.

وأتى المفكر الفلسطيني الكبير د. ادوارد سعيد في كتابه الرائع الثقافة والامبريالية ليقول إن الرواية الفرنسية والإنكليزية تطورتا مع تطور الاستعمارين القديمين الفرنسي والإنكليزي وإن الرواية الأمريكية لم تتطور إلا مع بداية القرن العشرين وبداية تعزز مكانة الإمبريالية الأمريكية عالميا.

أي اإن الرواية لعبت دورا إعلاميا للاستعمار!!

في الوقت نفسه انتشر الفن الروائي واستعملته الشعوب المغلوبة على أمرها كسلاح ثقافي ضد المستعمر .

من هنا فإني أرى محاولة تقسيم الأدب لمدارس وانتماءات أيديولوجية وحزبية هو غباء مطلق، وهناك نوعان رئيسان من الأدب: أدب انساني وأدب غير إنساني.

ويمكن القول: إن الرواية العبرية في إسرائيل وخارج إسرائيل، انقسمت إلى رواية إنسانية ورواية غير إنسانية (استعمارية وعنصرية)؛ والرواية غير الإنسانية لعبت وتلعب دورا في تبرير تشريد الشعب الفلسطيني واحتلال وطنه بالكامل، بينما الرواية الإنسانية نقيض لها، لكنها للأسف هي الأضعف والأقل انتشارا وتأثيرا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى