مولد النور

حمد بن حارث الحراصي | سلطنة عمان

مِن شُعاعِ الغار حتى يثرِبَ
مشرِقٌ للنورِ غذَّى المغرِبا

///

‏ذلَّلَ الصعبَ بصبرٍ ثابتٍ
ليُلاقي بالثباتِ الأصعبا

///

ويداهُ انتشلتْ من طيننا
مُضغةً بالجهل ضجَّتْ صخبا

///

فاستوى العلمُ على هامتِهِ
ونما مِن قُبة الأرض قُبا

///

وببدر مشهدٌ مكتملٌ
لتبوكَ الغدِ نصرٌ ما نبا

///

يعلمُ السيفُ مدى رحمته
كلما لفت يداه المضرِبا

///

قوسه ترمي ولكن كلما
رمت الموت سلامٌ سُكبا

///

ظل يبني آدما حواؤهُ

لِقطاف الخلدِ أرخت هُدُبا

///

خصه الله فماذا يا ترى
ينقص الأمرُ إذا الله حبا

///

من شُعاع الغارِ غارت ظلمةٌ
وسرابٌ يحويانِ العجبا

///

إنّه ما كان إلا وحيَنا
ورآنا للعبور المركِبا

///

ويقينا خطنا قرآنُه
ويقينا خصنا وانتخبا

///

ومضى كالروح يحيي أمة
طينها يقذِف فيها اللهبا

///

من عميقِ القلب حتى عُمقِه
غرسَ النبضَ شعاعا طرِبا

///

مستحيلُ النّيلِ أرخى يُسرَه
فدنى ثم تدلى رُتبا

///

عجبا إذ جاء، مرّت سُحبٌ

تسكُبُ البِشرَ علينا سُحبا

///

حيثُ لا صوتٌ سوى قرآنِه
أسرَ الألباب حُبا وسبى

///

حيثُ لا عُربٌ سواءٌ أمرُهم
فاستقام الأمر حين اقتربا

///

غرباءً عاش من هم قبلَـه
لم عشنا بعد هذا غُرَبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى