وميض خافت
عبد الغني المخلافي | اليمن
أنوي الذهاب إلى أقارب
في الجوار ..
أتراجع خشية شكواهم
وارتفاع ضغطي .
إلى غرفتي أنعطف
أخلع أوجاعي ..أغتسل
آخذ مكاني كالعادة .
على صهوة جهازي ” التاب ”
ألهث في كتاب إلكتروني
حسب مضمار القراءة
أروض السليقة
أداهم الفكرة
بلغة مطواعة
ΠΠΠ
ثمة بندقية لا تكف
في جمجمة رأسي
عن الثرثرة .
أهرب من لغة الحرب
إلى شعر محمد الماغوط
ورياض الصالح الحسين
وأعمال دويستويفسكي .
على رصيف من الخيبات
أمضي بجسد متهالك
وأيام بلا روح
وأحزان متفاقمة
ΠΠΠ
كيف أنسل
من قبضة هذا السكون
وأطلق صرخة عالقة.
في الأعماق ضحكة
أريد انتزاعها .
من عزلتي القصيّة
أراقب قطعان الليل
المتوحشة
حيث الأدخنة الكثيفة
والدماء النازفة
في جسد الوطن .
النهيق ليس مقصورًا
على الحمير .
ثمه من ينهق
من البشر
ΠΠΠ
في وجه هذا العالم القميء
تعالي نُغنّي
ولو ليوم واحد .
تبقى السجائر في وحشة الليل
الرفيق الحميم .
على هذه الأرض المَلْغُومَة أمضي .
عنك لن تثنيني غوغائية القبح
ΠΠΠ
أحن إلى قريتي البعيدة
إلى مدينتي المنكوبة
إلى أصدقائي المشردين
على وجه هذه الحرب .
كيف لي الذهاب إلى العمل
وأنا لم أتزود
من ابتسامتك؟
أكره التعالي والنرجسية
في تعاطي المبدع .
كم أنا كثير بأصدقاء عرب
هم أقرب من القريب
ΠΠΠ
أتطاير كالغبار خلف ظهر
الوقت المنصرم
على أرصفة الليل
لا شيء يلملم أحزاني المتناثرة .
في متاهات
من الحيرة المترامية
والصفعات القاسية
من الغربة .
أعود متعثراً
لا يد تمتد لسقوطي
لا فراش يتسع لأوجاعي
وأنا الذي كنت سَيَّالًا
على بياض الورقة
كيف صرتُ
شحيحًا و فقيرا ؟
ΠΠΠ
تحت جَبَروت الفقر
والمرض والرصاص
ثمة شعب يُسحق
أراوغ الفخاخ
فوق آلاف الحفر
كيف يمكنني فتح ثغرة
في صُلْبِ هذا الجدار؟
ابتسمي
ليتسع صدر العالم
وتنكسر الأغلال.