انا في الهوى شخت

خالد عرار | فلسطين 

 

عانَقْتُني شَغفاً
ولمَّا فارقتْ شفتيَّ أقبلتُ
ورسمتُني زهراً على ثغر الهوى
فرأيتُني من زهرها فُحْتُ
وهمستُ في رئةِ الجَمال
لعلَّ يُرشِدُني إذا تِهتُ .
قابلتُ شدوَ قصيدي في السّرِّ
لكنْ خانَني الوقتُ
فصرختُ كالمكلوم عاقرَ مُسكراً
وبسرِّها بُحتُ
ونسجْتُني قمراً على جسد المكان
إذا دنا من غيمِها قُمْتُ
أتلو لزرقاءِ اليمامة نَصَّ أغنيةٍ نمتْ
كالظّلِّ فوقَ حريرها طفْتُ
وإذا تسلّلَ بيتُ شعرٍ خِدرها
للخدر يمّمتُ
أبني المجازَ على ضِفافِ خُدودها
لِيُعيدَني من صمته الصَّمتُ .
لغتي اليراعُ يقودني شَبقي
وبحجرها كصبابةٍ قِلْتُ
يا حُسنَها ، جُدْ بالرُّضابِ فإنّني
في قلبها الرَّقراقِ خَيَّمْتُ
وتركتُني أسمو هِلالاً
كلّما قابلْتُ ثغرَ حبيبتي
للثّغر شاغلْتُ
أنا من ضفائر همسِها كوَّنْتُني
شِعراً تَجلَّى كيفما شِئْتُ
وبَنيْتُني قصراً مَنيفاً للتي
جابتْ خيامَ العاشقينَ تيمناً
لمّا تدثّرْتُ .
هذي غزالتيَ الشريدةُ في دمي
إنْ أقبلتْ هزّت خصور الياسمين
وإنْ غَدَتْ سِرْتُ
وإذا تعرّى الليلُ حولَ جفونها
في ليلها من ليلها جئْتُ
أطوي فيافٍ سابحاً في رسمِها
وأظنّني للسّرِّ أدركتُ
طفلٌ أرتّلُ شدوها .. يا عاذلي
أنا في الهوى شِخْتُ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى