يا سيدَ الهوى .. مجاراة لقصيدة أبو فراس الحمداني أراك عصي الدمع

ليلاس زرزور | شاعرة سورية مهاجرة

 

غَدا الحبُّ مَـدّاً بيننا مالَهُ جَزْرُ

وكُنتُ من الأمواجِ ينتابُني الذُعْرُ

///

وَحارَ فُؤادي بين صَمْتٍ ولَهْفَةٍ

بخَيمةِ أشواقٍ يفوحُ بها العِطْرُ

///

أُكفكِفُ دَمعاً سالَ من رَهبةِ الهَوى

ورَغمَ دُموعِ العينِ يبتَسمُ الثغرُ

///

كَريمةُ أصْلٍ لا أرى الحُبَّ ريبةً

إذا كان نبضُ الروحِ يحرُسهُ الطُهْرُ

///

فيَغرقُ في عَينيهِ قلبي بصُورَةٍ

كمثلِ غُروبِ الشَمسِ يأخُذها البَحْرُ

///

لأنّكَ مِلءَ العَينِ والقلبِ والرُؤى

لَهيبُ الهوى برْدٌ وليسَ بهِ جَمْرُ

///

أتتني فَراشاتٌ وغنّتْ بلابلٌ

وَبينَ ارتجاجِ النبضِ قد نبتَ الزَهْرُ

///

قضى الحُبُّ أن أهواكَ ياسرَّ لهفَتي

فصرتَ أميري والهَوى أمْرُهُ أمْرُ

///

عَجيبٌ أُوارُ الحُبِّ يأسِرُ رُوحَنا

فنلقاهُ فردَوساً ويُعجبُنا الأسْرُ

///

سنُبحرُ ..لانخشى العَواصفَ إنْ أتَتْ

ولو أنّ هذا البحْرَ ليسَ لهُ بَرُّ

///

لقد مسّنا رَغمَ المسافاتِ بيننا

وكُلُّ غَرامٍ في القلوبِ لهُ سِرُّ

///

فنحْنُ طُيورٌ والهوى سنديانَةٌ

تُظللّنا بالحُبِّ أوراقُها الخُضْرُ

///

نطيرُ ونعلو في فضاءِ مَجَـرَّةٍ

تُرافقُنا شَمسٌ ويتبَعُنا بَدْرُ

///

وبينَ نُجومُ الليلِ من رَوعةِ الهَوى

إليكَ كمثلِ الغَيثِ ينهَمرُ الشِعْرُ

///

سنرفعُ فوقَ الشمسِ راياتِ عشقِنا

ومن نورِ طُهْرِ العشقِ يبتسمُ الفَجْرُ

///

قريباً أرى العُذّالَ بيني وبينَهُ

يقولونَ عَنّا كي يُعَذّبنا الهَجْرُ

///

سيرمونَ موجَ النهْرِ صَخْراً وَكُدْرةً

ولكنما هيهات أن يرجَعَ النَهْرُ

///

أقولُ لهمْ والحبُّ نوراً يُحيطُني

فلا بئرُ هاروتٍ يفيدُ ولا السحْرُ

///

فكُلّ نقيِّ القلبِ إنْ مسّهُ الهوى

يظلُّ كما الأصدافِ يسْكُنُها الدُرُّ

///

رأيتُكَ نبْضاً يبعثُ السَعْدَ في دَمي

فلو أنّ قلبي قد أحبّكَ لي عُذرُ

///

فياغايتي القُصوى وياسيّدَ الهَوى

سنحيا غراماً لايُكَدِّرُهُ الدهْرُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى