سوالف حريم.. إن ماتت أمّي تسلم خالتي

حلوة زحايكة | فلسطين

معروف أن النساء عاطفيات أكثر من الرجال، وأنهن يحببن أقاربهن أكثر مما يحب الرجال أقاربهم، خصوصا القرابات النسوية، فقريبات أمّي كنّ يحببنني أنا وإخوتي ويعطفن علينا كما أمّي.

لن أنسى خالة أمّي المرحومة جازي، فقد كنت أشعر أنها أمّي الثانية، اختلطت بها أكثر من خالاتي أخوات أمّي بحكم أنّها قريبة منّا في السّكن، فقد كانت تسكن في الطرف الشمالي الشرقي من جبل المكبر، أي على بعد حوالي كيلومتر من بيتنا، في حين كانت خالاتي الأخريات في السواحرة الشرقية.

خالتي جازي كانت تشتاق ابناءها الذين نزحوا إلى الأردن في حرب حزيران 1967، ويبدو أنّها كانت تشبع شيئا من أمومتها حينما تلتقيني أو تلتقي أيّا من اخوتي وأخواتي، عندما كنت أزورها كانت تملأني حبّا وحنانا، تحتضنني وتقبّلني، ولم تتركني قبل أن تعدّ لي وجبة طعام.

كانت توبّخ قريبتها الحاجّة التي كانت تكرهنا لأنها ترانا عائقا يمنع أمّنا من الزّواج من رجل آخر بعد استشهاد والدنا.

أتذكّر خالتي جازي كما أتذكر والدتي، فمن حق ذوي الفضل علينا أن نذكر أفضالهم. فلها ولكلّ الأمّهات والخالات الرحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى