دَهْشةُ الْفَراغ
عبد الصمد الصغير | المغرب
تَعَجَّبَ شِعْري مِنْ جُنوحِ الْمَجازاتِ
فَصِرْتُ أَرى في الصَّيْفِ لَوْنَ الشِّتاءاتِ
***
تَأمَّلْتُ ما يُحْكى لِأَفْهَمَ جُمْلَةً
رَأَيْـتُ مَـعانيكُـمْ صِـفاتٍ بِـلا ذاتِ
***
لَكُمْ مَجْدُكُمْ يَبْني الْفراغَ بِحِكْمَةٍ
وَلـي كُـلُّ ما يَبْـني بَـديعَ الْمَـقاماتِ
***
أَرى الْمُـحْكَمَ الْمَـرْمِـيَّ في قاعِ ظُلْمَةٍ
كَما يُوسُفٌ، مِنْ إِخْوَةٍ في الْغَياباتِ
***
أَلا فـاسْـتَـحوا مِـنْكُمْ وَمِنْ غِـلِّ إِخْوَةٍ
يُـفَرِّقُ شَـمْلاً بَـيْنَ كِبْدٍ وَفِلْذاتِ
***
عَلى ثَغْرِ أُمّي يَلْثُمُ الشَّوْقُ بَعْضَهُ
وَفي بُـعْدِنـا يَـلوكُ الْمَواعيدَ خَيْـبـاتِ
***
وَأَوْتــارُ نَـبْـضي في الْحَـبيبِ تَقَـطَّعَتْ
وَعُسْرُكِ يـا أَحْـشـاءُ مِنْ هَضْمِ لاءاتِ
***
رَأَوْا بَعْـضَهُمْ نَـظْرَ الَّذي يَغْـمُرُهُ الْـهَوى
وَمـا هُـمْ سِـوى وَضْعُ الـنَّوى في الْمَحَـبّاتِ
***
دَعُــوا دَهْـشَةً قِـطّاً يَطـيرُ بِرِجْـلِهِ
وَبَـحْـراً وَقَـدْ أَضْحى جِبـالاً وَغابـاتِ
***
دَعُـونـا نِـيـامـاً وَاتْـرُكُونـا لِجَـهْلِـنا
دَعُـوا بَحْـرَنـا في عِـلَّـةٍ وَزِحـافـاتِ
***
دَعُـونـا كَـمـا وَجْـهُ الـصَّـبِيِّ مُـبَـرَّءاً
فَـلا وَجْـهَ يُجْـدي، غَيْرُ وَجْهِ الْبَراءاتِ
***
وَعَـنّي دَعُـوكُمْ مِنْ غُـموضٍ فَإِنَّـني
سَأَقْطِفُ حُلْمي في انْبِلاجِ الصَّباحـاتِ
***
فَلي أَمـلٌ مــا زال يَعْـصُرُ غـايَـتي
وَلـي رَغْـبَةُ الْأَسْماءِ تُغْوي الْعِباراتِ
***
دَعُـوا الـدَّمْعَ لِلْخَـنْساءِ تَنْـدُبُ صَـخْرِها
فَـبَـوْحُ الْغَـواني صـارَ بَـثّـاً بِـلا ذاتِ
***
أَرى بَـثَّـهُ الْـجافي كَمُخْـتَلِسِ الْهَوى
كَـلَحْـنٍ غَـريبٍ يَسْـتَبيحُ الْمَـقامَاتِ
***
دَعُــوا لي بَــثّـاً عِنْدَ رَبِّــي أَقُــولُهُ
كَما شـاءَ قَلْـبي فـي مَـقاديرِ آياتِ
***
لَـكُمْ بَـيْـتُكُمْ في دارِكْمْ وَكِـلابُكمْ
لَـنا الْأَرْضُ، كُلُّ الْكَوْنِ، حَتّى الْمَجَرّاتِ