أفكار أولية حول مفهوم ” الطرب “

زكريا كردي | باحث فلسفة| سورية- أمستردام

للحق، ما كان لي أن أكتب هذه المقالة البسيطة عن مفهومي الخاص لحال “الطرب”، لولا إلحاح بعض الأصدقاء الأعزاء من الذواقة المرموقين في مدينتي حلب الشهباء للموسيقى والفن والمعرفة.
إذ ليس من السهل على باحثٍ في مجال الفلسفة ، و عازف عود هاوٍ، ومتذوق عادي لمعظم أنواع الموسيقا العالمية، أنْ يكتبَ عن موضوعٍ وجداني عميق، غامض شائك بإمتياز، مثل موضوع ” معنى الطرب وأحواله.
وبخاصة أني لست من أولئك الدارسين المُختصين في علم الأصوات والمقام، ولا من المُتبحّرين كثيراً في قراءة (الصولفيج) أو النوطة الموسيقية إلى حد بعيد.
لكن مع ذلك ، لا أرى مانعاً لتبادل الأفهام فيما بيننا حول هذا الأمر وسواه .
في البداية ، لابأس إنْ عرفنا معاً ، أن معظم معاجم اللغة العربية تقريباً – وبحسب اطلاعي البسيط عليها – قد أجمعت مع “لسان العرب” على أنّ تعريف الطرب هو :
خِفَّةٌ وهِزَّةٌ تثير النَّفْسَ لفرحٍ أَو حُزْنٍ أَو ارتياح …الخ .
وقالت أن الطَّرَبُ هو: الشَّوقُ ، والإجتماع، ومعنى كلمة طَرَّب: أي تَغَنَّى.
وعندما يقال: طَرَّب فلانٌ في غِنائِه تَطْريباً فهذا يعني أنه رَجَّع في صوتَه وزيَّنَه.
والتَّطْريب في الصوت: مَدُّه وتَحْسينُه. وطَرَّبَ في قراءته: أي مَدَّ في صوته ورجَّع فيه.
وقد نقل قديماً عن امرؤ القيس أنه قال يوماً في أحدهم :
يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ، في كلِّ سُدْفَةٍ ، تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامى المُطَرِّب ِ
وأما تعريف الطرب عندي، كما أفهمه وأشعر به ، فهو: وصولٌ حدسيٌ وجداني ، يأخذ بتلابيب المرء العاقل إلى غاية الاربْ، فيما يُراد الشعور به عن محبةٍ ودهشة وعجبْ..
حيث يكون فيه الإنسان المطروب ، في حالٍ فريد مؤقت من الفهم العام والاحساس الكلي المُجرّد .
والطرب قد يأتي به المرء دون أن يكون ذا دُرْبة أو تعلم أو دراية كافية لفن من الفنون ..
وليس بالضرورة ، أن يطرب فقط ، الإنسان العارف بالفن و لغة الموسيقى .. وحسب.
فكما أن هناك أعْطية التذوق البصري الشفيف ، وموهبة إدراك الأبعاد في المكان والزمان الخاص كما (في الرسم أو التشكيل أو الحركة) ، هناك أيضاً لدى البعض ، موهبة السمع الرهيف للصوت والصمت (في فنون الصوت و الموسيقى)، وهي لا تقل أهمية – في إعتقادي – عن موهبة العزف والغناء أو الرقص أو ..الخ.
و الأنية (او اللحظة) الطربية ، هي ردة فعل للوعي، قصيرة نسبياً، يقوم بها إنسان مرهف الحس وشفيف الخاطر ، على نوع خاص من الجمال الحركي (الموسيقا – الرقص ..) ، المُختلف – نوعاً ما – عن الجمال البصري الساكن (النحت أو الرسم أو في العمارة أو .. الخ) ..
ولا أشك مطلقاً في أن الشرق الغني بثقافاته الفنية ومكوناته الجمالية القديمة، فيه من حال النغم الفريد والإنساني ، الشيء النادر والمُتميز، بل أخاله يكتنز الكثير من نفائس الجمال وجواهر الفن الإنساني ،
وأرى بأنه يستحق أن يُفرد له كثيرا من البحث والدراسة ، وزمناً طويلاً من التمَعّن والتأمل .. في ما يحتوي هذا المشرق بالذات ، من مزيّات فنية وخاصيات جمالية، وبخاصة أساليبه الفنية المبتكرة وحلوله الابداعية الفريدة، المتمثلة في كيفية نقل وتحويل الافكار الى احاسيس صوتية ولونية وشكلية .. الخ .
والتي رأينا كيف قُدمتْ إلى العالم – تاريخياً – عبر آثار ذات تعقيدات تعبيرية مذهلة ، سُكتْ أسرارها عبر عصور طويلة ، وصيغت إبداعاتها في مَراجل ثقافات مختلفة متعاقبة ، لتعطي – بعد ذلك – العالم بأسره هذا الفضاء الفسيفسائي المميز من البناء والتشكيل والأنتاج الفني والموسيقي إلى درجة يكاد يصح القول أن الشرق له بالفعل، حق الأصل والفضل، في ظهور بعض التنويعات والتشكيلات والنغمات الموسيقية المبتكرة ..
مما لا يمكن لجاحد التغاضي عنه ، أو جاهل انكاره البتة .. ولئلا يكون الكلام مرسلا .. أو مرمياً على عواهنه ..
ها هو المثال كائن أمامنا، في ربع العلامة الموسيقية واجزاءها الدقيقة (أو ما يسمى بالكومات)، والتي بات القاصي والداني في علم الفن والموسيقى يعلم بأنها السر الدفين الذي يصبغ بفرادته النغمية والمقامية موسيقا الشرق بأجمعه ،
لتتناسب – في اعتقادي – مع أمزجة شعوبه من سكان مناطق المناخ الوسطي المعتدل.
ولتتفق مع معايير الحياة العاطفية الشرقية، من حيث حساسيتها في التعبير والصمت، ورونقها في نمط الفهم والحياء عند المشرقيين بشكل خاص، قبل أن تمتد بتأثيرها الواسع الى الذائقة الفنية للانسانية بشكل عام ..

أفكار أولية حول مفهوم ” الطّرب ” (2)
في كتابه ” مدخل إلى الموسيقا ” الصادر عن مكتبة بغداد 2015 وترجمة الأستاذ ثائر صالح يشرح لنا العالم ” أوتو كارويي” أن الصوت لا يتكون إلا بسبب نوع من الحركة ، وان الحركة (أو الاهتزاز) الناتجة من جسم مهتز ( كالحبال الصوتية أو الأوتار على الآلة الموسيقية ) ، هي التي تولّد ذبذبات وأمواجاً تنتقل عبر الهواء – أو أي وسط مادي آخر – بسرعة تبلغ 335 م في الثانية “.
و يُبين لنا المؤلف كيف أن الأيقاع والسرعة هما ما يعطي للموسيقى حيويتها وحرارتها .. وقد شبههما المؤلف بالجهاز العصبي للموسيقى ، لأنهما يحددان سوية صفة أو طبيعة اللحن الموسيقي.
ونحن بالطبع لا ننسى أن نذكر بأن هناك خاصية هامة جداً في أي لحن كان ، ألا وهي خاصية التوازن ، أي بمعنى أنه يجب أن يكون التوتر والارتخاء في اللحن بنسب صحيحة ، وتحليل أعداد كبيرة من الألحان يرينا أن اللحن إن سار باتجاه الصعود لابدّ وأن سيعود بعدها نازلاً إلى الأسفل هاجلاً أو آجلاً للوصول إلى حالة التوازن ، والعكس صحيح ، وهذا التوازن – في تقديري – هو ما يجعل اللحن سلساً وطبيعياً .
ولكي نفهم ذلك أكثر ، علينا أن نعلم أولاً أن اللحن ( المُؤلف من عدة جمل موسيقية ) هو من الناحية الفيزيائية ليس أكثر من سلسلة من الأصوات ، ولهذا واستنادا الى هذا التحديد ، حتى السلم الموسيقي يصلح لأن يكون لحناً ، لكن السلم الموسيقي بحد ذاته ليس لحنا، بل هو شيء أشبه بالهيكل الذي يبنى عليه اللحن ، لأن اللحن هو اكثر من ذلك بالطبع ، وكلمة (أكثر) يُقصد بها تلك الروح التي تعطي سلسلة الأصوات تلك ، معنىً داخليا ، وقدرة على الحياة ..
بمعنى أن تلك الجُمَل الموسيقية تبقى جامدة يابسة ، إلى أن تنفخ فيها الروح والحياة من خلال التنويع الموسيقي .. والذي هو عنصر هام جداً وأساسي ، ولكن – في اعتقادي – أهم عنصر بين كل وسائل إدخال التنويع إلى الموسيقى وأكثرها سحراً ، هو هنيهة التحويل في العلامات ، ولحظة الانتقال بين المقامات بخفة ومهارة وموهبة ..
و لطالما إحتمالات تنويع اللحن لاتعد ولا تحصى ، سوف يستحيل على أي باحث إعطاء وصف كامل أو فهم دقيق لكل خصائصه .. ولكن يمكن القول أن هذا التنويع أو التحويل في الموسيقا يعني ببساطة : الانتقال من مركز نغمي إلى مركز نغمي آخر..
ولتوضيح معنى السلم الموسيقي يقول مؤلف كتاب مدخل الى الموسيقا :
“أن السلالم الموسيقية ظهرت خلال السعي الدؤوب لصنع الموسيقى، وخضعت مع الزمن للتعديل والتطوير جيلاً بعد جيل ، حتى وصل الفن درجةً عالية ً من التطور. ثم بعد ذلك، يبين لنا :” أن كلمة (الأوكتاف) هي كلمة لاتينية وتعني سلماً ، وان السلم الموسيقي هو على أنواع :
منها السلم البنتانوني (المكون من خمس نغمات) والسلم الهندي ” راكا “، والسلم الأساسي في الموسيقى الأوربية هو السلم الدياتوني ( ذو الاثنتا عشرة نغمة) وهو يتألف من تونات وأنصاف التونات على مدى أوكتاف كامل “.
فمثلاً ” لوعزفنا على البيانو العلامات البيضاء من (دو ) الوسطى حتى (دو ) الجواب يكون قد عزفنا ما يسمى بسلم (دو ماجور) أو الكبير ، وسميّ بالسلم الكبير لمواصفات أبعاده الموسيقية والعلاقة بين التون ونصف التون ، ويضيف المؤلف أن ما يعطي السلم الكبير خاصيته هو البعد (المسافة  المميز بين النغمة الأولى والثالثة في السلم ، والذي يسمى الثالثة الكبيرة .
لكن ما يهمنا ذكره هنا، أن السلم الموسيقي الشرقي و(العربي)، يستعمل بإعجاز وفرادة (سبعة عشر نغمة ) . وهنا بيت القصيد .. بل – في رأي – هو بيت أصل الطرب الذي نبحث في جوهره ونرشف من ينبوعه.. و”لأن الرتابة في الفن جريمة لاتغتفر” كما يقال ، فأنا أعتقد، أن هذا الطرب أو” التجلي الرحماني ” بلغة أهلي في حلب ، ينبثق في النفس الذائقة الطربية بالتحديد – موسيقياً – عند لحظة التحويل (أو الانتقال) في المقامات الموسيقية المُغنّاة ، أكثر من المقامات الموسيقية المعزوفة ..
وأغلب الظن أنه أثناء هذا الانتقال بالذات يحدث الطرب، أي أن الطرب يتخلّق أوان اللحظة العليا من الانسجام بين الإيقاع العام واللحن والكلمة والأداء و .. الخ .
ويظهر عند استئثار كل ذلك بفيوض مجرى الأحوال النفسية والذهنية للمنتبه الحصيف ، ومن ثم مساعدته شيئا فشيئاً على التركيز وتوجيه الشعور نحو موضوع الجملة النغمية المبتكرة التي تستقبلها حواسه.
و من هنا اعتقدت، أن ذروة التركيز الذهني للمتلقي، هي العنصر الجوهري والأساس في حال الطرب، ولهذا أجزم بأنه يتولد من شدة التركيز وليس من حال التغييب والذوبان أو الضعف كما يرى البعض ، إذ لا يُمكن – في رأي – أن يُطرَب المرء من إبداع موسيقي ما، لا يُرَكز فيه سمعه وتتشبّع منه حواسه بسلافة إبداعية تجعل ذهنه يثمل شوقاً ووجدانه يختلج طربا وتوقاً …
وبالطبع هذا التركيز الطربي – ان جاز التعبير – لايأتي فجأة ، أو دفعة واحدة على حين غرة ، بل يُبنى تدريجياً في إدراك المتلقي ، وذلك عبر ربط تلك الفيوض الرهيفة والأحاسيس الدقيقة والمتراكمة بمبعث النشوة في مكنونات ذاكرة الشخص المطروب ..
ثم تنبلج إثر ذلك اللحظة الطربية فجأة ، لتستحوذ على وعيه وأركان شعوره ، ثم تدخله في لحظات طربية ممتدة ، جميلة و بديعة ، قد يندهش لها هو ذاته، إن وعاها لاحقاً ..

أفكار أولية حول مفهوم ” الطرب ” (3)

وأما عن فهم حال الإنسان المطروب ، فقد رأيتُ أن وصفه جاء بين الناس على نحو رأيين متباينين :
الرأي الأول يقول : بأن الطّرب هو نقيصة إدراكيه في الإنسان ، تشي عن ضعف المدارك وتشوش الوعي، وبأنه أمرٌ يُشابه حال الوَلَه تقريباً ، لذا وجب اعتبار الطرب عتبة من عتبات الجنون و الهوى ، والنظر الى المطروب على انه فهم ذائب في أجواء الهيام ..
لأن الانسان المطروب يكون في حالة منفلشة من الوجد اللاعقلي ، وقد يغيب عن وعي ذاته ، ويغفل عما يفعل من سلوك غريب ( عبارات – ايماءات – كلمات -) ، أو يسهو عن وعي ما يدور حوله ، إلى درجة تجد هذا المطروب و كأنه أصبح وجوداً ثملاً طرياً تماماً بما يسمع أو يرى ..
وتكون حينئذٍ كل خلجاته تقريباً ، مشرئبة ومتحفزة ، تنبض بما امتلكت من أقاصي الفرح والبهجة أو بما نالت من مرامي الحزن أو النشوة ..
ولهذه الأسباب وسواها ، يصرُّ أصحاب هذا الرأي على القول
بأن الموسيقا أصلاً هي كينونة حسية لا علاقة لها بالعقل والوعي ، بل هي تجريد حسي محض ، وإن أثرها ينحصر في الشعور وحسب ، ولا يمكن البتة ، التعبير عنه بدقة أو القبض على حدود تأثيراته بشكل تام .
لكون مجال مسارها واستقبالها الحس أولاً ، ولأن رياضها البديعة لا تحفل أصلاً ، إلا بما يجود به الوجدان من خلجات ثانياً، ثم ما ترهز به العواطف من دفء المشاعر الجياشة ثالثاً.. طبعاً أنا أقول كل هذا ، ولست مبالغاً ، نظراً لكمية الخفّة والإفعام والذوب طرباً، التي رأيتها أنا شخصياً بأم عيني، وخبرتُها بذاتي – مغنياً أو عازفاً أو مشاهداً – وعاينتها وهي تعتري بعض الناس ، وهم يعيشون و يتلوّون في تلك الحالات النفسية القصوى، من ذهول أو شرود، أو استغراق..أو حزن أو غبطة .. الخ .
أما الرأى الثاني – و الذي أجدني معه – فقد جاء في فهم الطرب وحاله على النقيض مما سبق،
إذ رأى هؤلاء أن الموسيقا هي بالضرورة نظامٌ متكامل محكم بقواعد وأسس، هذا من جهة ، وأنها عبارة عن جملة أساليب معقدة في تقديم المشاعروالهواجس، وإظهار العواطف، وضبط الإنفعالات المسكوبة في أيقونات مختلفة، (من صوت وصمت وحركة..) ، من جهة ثانية ..
ثم لا ننسى أن الفنون كافة – ومنها الموسيقا بالطبع – هي في جوهرها ، تحول الفكرة الى أثر مادي محسوس، و تتم من خلال عمليات ذهنية معقدة وتراكمات للفهم الإنساني تمتد لأجيال وأجيال .. وتأخذ في مسارات تطورها الكلي نظام لا محالة ، ولطالما كل نظام هو عقل ما بالضرورة ، بحسب المنطق الهيغلي فإن حال الطرب لايمكن أبداً ، أن نُصبغَ عليه حالة اللاعقل (أو نختصره بالتغييب السلبي أو نضعه تحت مسمى التلاشي والهيام في المسموع فقط)
وكما يقال ، الموسيقى ، مهما كان الصوت والبناء اللذان يفترضانها ، تبقى محض ضوضاء لامعنى لها ، مالم تمس العقل ..
ولهذا فإن حال الطرب الناتج عنها يتطلب حدوثه – في زعمي – نوعاً من التركيز والانتباه الشديد ، والإنسجام مع قدرة العازف أو المطرب قبل مرحلة الإنطلاق و التسامي بالوجدان إلى ملكوت الغبطة أو الاسراء بالروح الى إثارات الحزن أو مدارات الفرح والتي تأتي لاحقاً ، من خلال مهارة معينة في العزف، أو مفاجأة مبتكرة في التنويع الغنائي، أو أو إنبلاج رخامة صوتية آسرة، وموهبة في تطويع ما يسمى “العربات الصوتية”، مع التأكيد حين حصول هذا الإبداع ، على علامات موسيقية ونغمية بعينها ، تكسوها تلك البحّة أو تحملها تلك الطبقة من الصوت ، وهكذا إلى أن تصل بعد ذلك إلى أذن المستمع الرهيفة برنين خاص ، وبنكهة صوتية شفيفة ، تُحلّق به إلى حال من حالات ” التجلي الرحماني” كما يقول عنه ذواقة مدينة حلب ، وهو التجلي السامي الذي تبحث النفس فيه عن كنه ذاتها بكل صدق ووجد ..
قصارى القول : بالنسبة لي أيضاً ، فإن حال الطرب بالذات ، هو الحال الوجداني المُتفرد والفني الخاص لشعب من الشعوب، و يمكن أن تقدمه الفنون كافة ، لكن تبقى درجته في الموسيقى – في إعتقادي – هي الجانب الاكثر حساسية وعمقا وتأثيرا واظهارا له ..
وذلك لما تتمتع به الموسيقا من تكثيف للسمات (روحية ثقافية اجتماعية…) ضمن كليات ومدركات مجردة ، يتم التعبير عنها عبر طبقات الأصوات ودرجات الصمت .. في الغناء والموسيقى..
وعليه نستنتج أن الطرب هو حال من أحوال النّفس يؤثر عند حدوثه على معظم حركات الجسد، حيث تصبح فيه لواعج الإنسان مترنّمة بخلَجات المشاعر و عبرات الوجدان المتنوعة (تارة فرح، وتارة حزن، وتارة شوق).
وهو – أي الطرب – مزيةٌ وجدانيةٌ شرقيةٌ (عربية تركية فارسية و …الخ ) وظاهرة وجدانية إنسانية معقدة ومميزة ، ولا منازعة عليها البتة – في تقديري – بين موهوبي التذوق الفني والموسيقي أبداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى