طفل يصحو على صهيل الأمكنة
هشام محمود | شاعر وإعلامي مصري
طُيُورٌ تَتَخَطَّفُ خُبْزِي،
وَتَطِيرُ فِي سَمَاءِ اللهِ،
مَشْمُولَةً بِنَزَقٍ طُفُولِيٍّ،
وَفُضُولٍ جَمِيلٍ.
مُومْيَاءُ شَاحِبَةٌ..
تَشْحَذُ عَيْنَيْهَا..
لِاصْطِيَادِ قَمَرٍ مُطَرَّزٍ بِالمُوسِيقَا،
وَأَوْرَاقِ النَّعْنَاعِ.
سَيَصْحُو مِنْ نَوْمِهِ مُتَأَخِّرًا هَذِهِ اللَّيْلَةَ،
بَعْدَمَا نَسِيَ أَنْ يَضْبِطَ سَاعَتَهُ..
عَلَى مَوْعِدٍ مُنَاسِبٍ.
سَتُحَاوِلُ النُّجُومُ الصَّغِيرَةُ..
أَنْ تَقُومَ بِالمُهِمَّةِ،
وَسَتَبْدُو عَيْنَاكِ رَحِيمَتَيْنِ كَالعَادَةِ
بِسَمَاءٍ،
وَنُجُومٍ صَغِيرَةٍ،
وَعُشَّاقٍ..
لَمْ يَضَعْهُمْ القَمَرُ فِي حِسَابَاتِهِ،
عِنْدَمَا نَسِيَ مُهِمَّتَهُ الفِطْرِيَّةَ.
مُوسِيقَى حَالِمَةٌ..
تَمْلَأُ عُصْفُورَيْنِ
انْسَدَلَتْ عَلَيْهِمَا سَتَائِرُ الزَّمَانِ،
وَأَصْبَحَ مُمْكِنًا..
أَنْ يَقْتَرِفَا حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً
تَزِيدُ لَهُمَا الفِتْنَةُ فِيهَا حُسْنًا،
بِحَيْثُ تَنْتَفِي..
إِمْكَانِيَّةُ احْتِسَابِ نِقَاطٍ مَا
تُحَدِّدُ مِيكَانِيزْمَ الأَدَاءِ
اخْتِرَاقًا وَاحْتِرَاقًا،
وَصُعُودًا وَهُبُوطًا.
كُلُّ الأَشْيَاءِ مُوَاتِيَةٌ تَمَامًا..
لِلاحْتِفَاءِ بِحُضُورٍ يَلِيقُ بِعُصْفُورٍ،
وَحَضْرَةٍ..
تَلِيقُ بِعُصْفُورَةٍ.
سَيَصْحُو الطِّفْلُ الذِي بِدَاخِلِهِ..
عَلَى صَهِيلِ المَكَانِ،
بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ تَوَسَّدَ الفَرَاغَ،
فِي مُحَاوَلَةٍ فَاشِلَةٍ لِلنَّوْمِ.
أَلْوَانٌ بَارِدَةٌ..
تُوَشِّي رُوحَهُ فِي لَوْحَةِ الحُضُورِ،
وَالغِيَابُ الفَتَّانُ لِوَجْهٍ سَيَعْشَقُهُ
عِنْدَمَا يَكُونُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَعْشَقَ،
يَحْمِلُهُ إِلَى وَسَاوِسِ امْرَأَةٍ
تَسْتَطِيعُ أَنْ تُمَزِّقَهُ
بِقَسْوَةٍ تَلِيقُ بِعَاشِقَةٍ.