سوالف حريم.. هل يصلح العطار؟

حلوة زحايكه | القدس العربية المحتلة

يلفت انتباهي سلبا عندما أرى على صفحات التّواصل الاجتماعيّ “فيس بوك” صورا منشورة للباحثين عن الشّهرة بسبب ودون سبب، وقد علت أفواههم ضحكة مصطنعة شبيهة بالذّئب الذي يفتح فمه متأهّبا للانقضاض على فريسته، فعندما يلتقي أحدهم بشخصية لها حظّ من الشّهرة في مجال معيّن، أو تتقلّد منصبا رفيعا، يستوقفه ليلتقط معه صورة بالهاتف الجوّال، ليسرع إلى نشرها على صفحته في “فيس بوك” ليوهم المتلقّي بأنّه على صداقة مع هذا وذاك، دون أن يدري بأنّ “العطّار لا يصلح ما أفسد الدّهر”. فماذا تفيد معرفة أو عدم معرفة فلان من النّاس؟ و “هل التّباهي بِشَعْرِ بنت الخالة يفيد القرعاء”؟

وتزيد الأمور بلّة عندما ينشر أحدهم صورة لمائدة في بيته، تتكوّم فيها أصناف الطّعام، خصوصا اللحوم دون مبرّر لذلك، فهل يأتي هذا النّشر للمفاخرة بصفات قد تكون كاذبة وعكسها هو الصّحيح، فالكريم لا يفاخر بِقِرى ضيفه، وإنّما هذه من صفات البخيل، والغنيّ أيضا لا يتباهى بما يأكل، فهو معتاد على أكل ما يشتهي، وهكذا. والمتفاخرون بأصناف الطّعام قد لا يعلمون أنّ هناك جياعا ومنهم أطفال لا يجدون قوت يومهم، فلماذا يقدّمون لهم وجبة كاذبة؟ وما قيمة الفخر بألوان الطّعام؟ وماذا تقدم أو تؤخّر هذه “الفشخرة”؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى