نصوص من كتاب مشترك: غادة البشاري و محمد دحروج

سهام الدغاري| ليبيا _ بني غازي

 

نص: غادة البشاري (ليبيا)
اعذروني.. مانكثت؛ ولكن أوجعني قلبي..
تجبر الوليد، وطغى كبرياؤه؛ فكان أن هجرت معانقة حرفه حتى يستل ضميره من أغماد تهوره..
وتلك هي الزفرة الأولى والأخيرة..
زفرة فائرة
°°°
وهيهات أن يدري من تقضم أطراف يقينه نهشة الظلم، وكسرة الحلمِ. كلا ومن يذق مرارة الغدرة يظل بامتعاضة صمته غريبًا مهجرًا عن قسمات صبيحته، فريسة لمقاذف وجيعته.
و تمطر صهاريج الندم …
وما كنت لأدري أن سواد الوشم على ظهري ماهو سوى ليل منكل يستمرئ إتيان غِلظته، وأن اليراع الذي يرتع في جوف العمر لا يستمد قيامته إلا في ربى كمده و حرقته. وما كنت لأدري أن الذات المعتلة في صنوان هذا الجسد مالم تنفطر شجنًا، وتتقلب ظمأً؛ إنما هي صخرة صامدة، عامدة؛ وبها ما بها من اعتلال وكدارة، وبين ناظريها  تسدل الأوهام طغياها بجدارة؛ حين أصهلت نهشة الغدر فجورها، ودبّت بين أضلعها صقرة الخذلان و سجورها؛ وهي التي كم يممت أعذاق جرحهم بحناء روحها؛ وأنزلتهم في فؤادها منازلَ عظيمة،و كم نصبت حشاشتها فخًا لكل عاذلة فيهم لئيمة، فإذا بهم يحيقون خِدرها بزيف وصلهم، ويدنقون وجيبها بصليل نصلهم.
فهيهات هيهات أيتها الدراية أن تدري..!
ΠΠΠ

نص: محمد دحروج (مصر)

      وما كنتُ أدري أنَّ صفعة الـمجـاز قـد تـُـــرْدِي ثبات الحقيقة ؛ غير أنَّ الأوهام ما لـم تكن مرهونة بحدودها الزائفة غير خارجة عن مساحاتها الـخـائبة فـكان من صانعها أنْ رسمها بطبشور الأمل على جدارية واقعه أدَّى ذلك إلى انهيارات في مدن وجدانه وشروخ لا تلتئم في محيطات إيمانـــه وزلزلة بأطواء ضميره لا تلبث أن تصنع سقوطًا مُدويـًا بأرض فكره وعقيدته ما لـم يقبض على جمر الصبر بأكُفٍّ من العناد مهما حاصره الوجعُ والتــــفَّت حول خاصرة شموخه كتائب الخذلان .
   ما كنتُ أدري ، وليس منَّا من يدري ، وبأيِّ شيءٍ  تنفع الدرايـة إذا ما تـأخَّـر أوان الوقايـــة  ،  وغاب  موعد  التدبـُّر  في  أمر جاء  على  غفلةٍ  فصيَّر الجنون الواعي عقلاً  لا يـُنتفَعُ بــــه ؛ إذ  كانت  التجربــة قـــد خـلَّـفت بصفحـة وجه الماضي ما ثـبَّت أركان حُمقه في عيون المارَّة ؛ فمهما أتى من جميلٍ فإنَّ غبن التجربـة وعسْف الحكاية وظلم ما جنته الُخطى من قهـرٍ … كلُّ ذلك ما يزال يفعل أفاعيله في تقزيم شأن انتفاضته على آثار ما حصد من وراء نبضةٍ ظـنَّها صادقةً  وما كان يعلم  أنَّ الـخبير  لن تعـدم  منه  أنْ  يقبض على سراب ،  وأنْ يحسب الدرب ذلولاً مضيئًا بينما هو كومةٌ من ضباب !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى