انتظري حتى يعود المسيح مرة ثانية غداً

عامر الطيب | العراق

اللوحة المرفقة للفنانة والشاعرة: روناك عزيز من كردستان – Ronak Azeez

اكتشفتُ أنك تخفين يديك

وأنت تتحدثين

قلت في البداية أنّ هذا أمر عادي في شؤون الحب

لكنه صار هاجساً مخيفاً ..

أقول لك الآن

أحبكِ

بالمعنى الذي أحتاجه 

حذراً من أن تموت الأسماك مثلنا حائرة

كونك تستحقين أن تُخفي يديك

و أنت ترسمين نهراً !

▪︎▪︎▪︎

أذرع مفتوحة

عيون مفتوحة

كتب و طرق و أسابيع

أبواب و نهايات وفرص

كلّ شيء ولد ليستقبل هذا الغبار المتجول الذي لو أحبّ العالم

لجمع نفسه على شكل حجرة واحدة فقط !

▪︎▪︎▪︎

كيف استطاع أحدٌ

أن يلفّ الأرض ؟

ألم يحزنه حجمها المضحك و هي تدور

بالكلمات الطويلة كلها ؟

مثل أمٍّ مريضة 

تصل إلى يسوع متأخرة

فيقول له الحشدُ :-

انتظري حتى يعود المسيح مرة ثانية غداً !

▪︎▪︎▪︎

اعتقدتنا أننا سنعيش حياة ثانية

فيها الحب و النوم و التجول ،

نضع الوساس في الثلاجة

و اللامبالاة على النار

و نحكُ الكلمة السيئة بالكلمة الجيدة لتضيء .

قلنا أننا سنعيد صناعة الأسف

و الخوف و التعود على سماء لم تمطر

لكن ذلك لم يحصل

غرقت المدينة بالمواويل،

 غسلت البرية وجهها

و انتمى الإنسان لبلده

كما تنتمي الأصوات البعيدة للريح !

▪︎▪︎▪︎

لم يتم تأكيد شيء ،

لم يتم نفيه ،

لم يعرف أحد ما الذي سيحدث إن انقطع

الطعام و اللبن و الإنترنيت

و الماء و السجائر ؟

لكن إن انقطعت الرسائل

بين عاشقين متباعدين

فسيخترعان شكلاً مناسباً لاحترام الحب !

▪︎▪︎▪︎

يدكِ وراء ظهري

و نحن على الرمل

نهاية البحر تختفي عندما نتأملها معاً

لكنها تنهار

على طريقة إنهيار المدن القديمة

عندما أتأملها وحدي!

▪︎▪︎▪︎

الكتابة من أجل أن أحافظ

على صحتي

أدخن قليلاً وأنام سبع ساعات متواصلة

قد أستيقظ فجأة بسبب عطش

أو حلم رديء

أو أصوات موهومة في الخارج

و البكاء من أجل أن أحافظ

على ذاكرتي

الذين يبكون يتذكرون كيف حدث

الفعل و كيف ابتكرت الكلمة

أما المشي

فمن أجلك أنت

كامرأة احتاجت أن تنتظرني في أبعد المدن عن بيتي!

▪︎▪︎▪︎

مزيج من الأوراق على الطاولة

بعضها يمكن استخدامه للكتابة

و الآخر يمكننا أن نلف به

شيئاً زائداً

و بعضها يمكننا أن نبقيه

على الخشب البارد

سيأتي الهواء العالي و يتكفل به..

ورقة فارغة ظلت تطير من مكان

و تحط بمكان ثان

هكذا الى أن حسبنا أنها المسؤولة

عن الصمت !

▪︎▪︎▪︎

ما أفكر به لا ما أقوله

ما أتمناه لا ما أحتاجه

ما أتوقعه لا ما أعرفه

ما أخافه لا ما أتعوده

سيفهم جسدك كل ذلك وحده

سيمرّ و ينبهنا لهمجيتنا 

ذلك الخلل العظيم لم يحدثه شيءٌ

في كل تأريخنا البشري

غير اكتشاف النار !

▪︎▪︎▪︎

لعلك هنا لكني لا أعرف

و عندنا سأبادر بالبحث عنك

ستضيعين

هذه طبيعة الأشياء النهائية

أو لعلك في الماضي

من حكايات الطفل القديمة

حيث أخذ أحد الصيادين طفله معه

من أجل البحث عن امرأة

تساعدهما في الصيد

و هناك

تذكرَ الطفل

يا أبي لم لا تستدعي أمي معنا؟

فقال الأب :

من أجل ألا نصوّب حيواناً بمزاج

من يدسُ له السم !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى