الشتاء موسم جيد للإنتحار

المينا علي حسن | العراق

الرابع والعشرون من نوفمبر 

نزف القلّم مِنْ الحبر قبل أنْ أنزفُ مِنْ الكلمات ضمتُ القلم ، وفي اللَيْلة الشتوية البأسة نفذت المدفأةمِنْ الحطب ،والوقود

لمْ أستطع إعادة تعبئتها فحُسني لا يحتمل كُلِّ تلك القساوة 

اشعلت المدفئة وبدأت تحترق بدلاً من أن تبعث الدفء احترق جلد وجهي من الحرارة المباشرة أخمدتُ نيرانها وجلست متكاسلة في تيارات البرد التي تتجول في المنزل دون إغلاق الأبواب والنوافذ والستائر شعرت بالجوع قمت بفتح وغلق خزائن الطعام في المطبخ لعدد هائل من المرات ولم اصنع شيئا حتى حساء_ الأندومي _

كان مهُلك بالنسبة لي كلما تقدمت خطوة نحو مكتبتي اتعثر بأكواب الحليب والشاي والقهوة كان يبدو لي المكان كسجنٍ عفن ولا أقوم بغسل الأكواب  غادرت أمي،  المنزل  حيث لا أعلم وبدأت الكآبة تضرب الجدران  رحلت وانا  اعدُ كم من الأعمال التي تم تركها على عاتقي  هل سأنجحُ بها وبماذا افشل

لا بأس بكُلِّ ذلك..

اكره الكثير من الأشياء 

مزاجي الشاعري المتشائم 

الشمعة التي أحرقت سجادة الغرفة وأوراق المذكرات 

أنبوب الغاز المثقوب منذ أشهر ولم أعد صيانته 

عُلبة القهوة الباهظة الثمن 

بياعو الكتب 

الجنس

 الموت

 الحياة 

الأمل 

الأديان 

والابتسامة المؤقتة 

واخي حين هدم لحظة الكتابة قائلاً خذيني إلى الحمام 

لم أكن لطيفةً مع هذا الصغير كما يجب ولم أحاول تجميل وتشذيب الحقيقة 

الشتاء ليس رومانسيةً كما يبدو بل هوَ موسم جيد للإنتحار

 في الواقع أنا لا أفكر في انتهاز فرصة في التخلص من هذا الألم ولا أرغب في تخلص من نمط البوهيمية التي أعيشُ بها 

أو ربما سأموت بها واتحول إلى عملٍ فني او ادبي او موسيقي ضخم لكن لا املك محباً يحولني كما يجب أن أُجسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى