ضجيج

عمر حمّش | فلسطين

 

كانت الشواربُ تفاخرُ بالماضي التليد
وكان القرادُ في البلادِ يسيح
وعندما ثقب القرادُ العيون، ولم تهتدِ السيقانُ إلى طرقاتِها؛ سقطت على الجوانبِ ذؤاباتُ الشواربِ
وعمّتَ حيرةٌ، وحلّقَ قنوط.

……

اليومُ لكم، والغدُ خذوه
فأنا حَمَلَكم الذي ينامُ في سبات
لكن فقط شيءٌ من الفتات
لتعثروا على لحمٍ تأكلوه

……

الولدُ القديمُ الذي أرضعتموهُ كلّ الحكاياتِ اللعينة
صار جَدا، يعلّمُ الصغار
ويزرعُ أسئلةَ الربوعِ الفسيحة

……

كلّ الطرقِ تؤدي إلى بيتِ جدتي
فقط طريقكمُ منذُ ألفِ عامٍ
لا يوصلُ، ولا ينتهي

…..

ضجيجُ هذي البلادُ، كلُّ ما فيها ضجيج
في الصمتِ، وفي الصراخ
وحتى على لبنِ الصغار
في خطبِ الشيوخِ العابسين
وعلى أعقاب المنفضةِ اللاهثة
ضجيجُ يحومُ على وهجِ القصيدة
وفي عيونِ الأمهات
ضجيجُ في صدورِ الطيبين
وعلى أصصِ النافذة

……

ٌهذي البلادُ بلا رحيق
ضجيجٌ حتى على الورودِ الشّاحبة
ضجيجٌ ضجيج
كلّ ما في هذي البلاد ضجيجُ يحلّقُ على خراب

…….

سيفُ يا الله حدّه من ألمِ الصغار
سيفٌ عليم
سيفٌ مليح يحومُ على الضجيج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى