المأساة تبلّد المشاعر
سجى مشعل | فلسطين
Javier Arizabalo Spanish painter born in 1965
إنّها مشكلة عصيبة أن يغرق المرء في نفسه، أن يحاول اللّوذان بالفَرار لكنّه عالق داخله، أَيُعقل أن يُشقي المرء نفسه بهذا العُلوق!، لا أجد تفسيرًا واحدًا أو إجابة لكنّا جميعًا تركيبات غريبة عجيبة، معجونون من ملح هذه الأيّام.
أعرف تمامًا بأنّ عتمَ اللّيل ذاهب، وبأنّ النّهار يسرق الأضواء منه، وبأنّ انعتاق الشّعور من الصّلابة والجمود وادّعاء القوّة أمر صعب الحدوث، ففي كلّ لحظة أتأمّل تلك الصّورة الّتي تُفضي إلى أنّ كلّ شيء سيتغيّر، ربّما بالتّصبّر أو بالتّراحم أو باللّامبلاة أو بالرّضى أو التّأقلم وذا شرّ الحلول.
سَتَسقط داخلك بالحالِ الّتي كنت تخافُها، وحينما تؤول الأمور إلى مِحَكّات صعبة ستضع أمام عينيك قلبَك الّذي كان دومًا يُقاوم…
وارَيْتُ منّي بنات اللّحاظ بُرهةً
حتّى صارت مثل الغمام الأسودِ…
وإذا ما حَضَرَت أيّامي ماثلةً
أمامي كأنّها من الغمّ صورة اللّحدِ…
فَكيفَ يعود المرءُ ما كانَ فيه سالمًا…
ويسقطُ ذا الشّقاء من سطرِ السّنَدِ…
في حديثي صحوةُ غانيةٍ تغضُّ الطَّرْفَ…
عمّا يلوم النّفسَ من القبل إلى البَعْدِ…
وأهرب من فَرطِ وعيي إلى الغرق في غَبْشةِ كُلّ حُلّة حلوٌ طعمها، رغبةً في نفاذ اللّذة المؤقّتة لِقلبي…
أنا أعرف كيف يلوذ المرء من نفسه لكنّه يسقط فيها، كيف يقسو ذات حين دون أن يرفّ له جفن واحد، وكيف يتحوّل من كائن لطيف مُسالم سعيد مُتفائل إلى نقيض كلّ ذلك، أفهم جيّدًا بأنّ المأساة تُبلّد الشّعور، وتلك اللّحظات الّتي يشعر فيها الإنسان بأنّه ليس محسوبًا جزءًا من هناء هذه البشريّة فإنّه يحتقر مداعي الإنسانيّة لأنّها مَحضُ خِداع أو بَلِيّة، فَلَكم كانت ومرّت أيّام كان المرءُ فيها مُضيئًا ليتحوّل بعدها إلى كتلة من الجُمود