البنت الخجولة
سلمى جبران | فلسطين
صورةُ البِنْــتِ الخجولــهْ
نُظُمُ القبيلةِ عمَّرَتْ قصرًا
ودسَّتْ فيهِ أسرارَ الرُّجولهْ
واستفرَدَتْ في عالمي
إذ حجَّمَتْ أُنثايَ في كوخٍ
يليقُ بصورةِ
البِنْتِ الخجولَهْ
حَبَسَتْ فؤادي،
خفَّفَتْ من نبضِهِ
حَرَمَتْهُ من عَبَقِ الطُّفولهْ
وروَتْ حكاياتِ الهوى
في مَسمَعي،
بطلاتُها لا جِسْمَ
يحوي روحَها
والحُبُّ يلقاها قتيلهْ ..
لمَّا كَبرْتُ
وأُضرِمَتْ بجوارِحي
نارُ الهوى
لمْ تَحتَرِقْ صُوَري
ولكِنّي احتفظتُ
بصورةِ البنتِ الخجولَهْ ..
لـكنَّهُ قد لامَني
وأزاحَ عن وجهي وشاحي،
حطَّـمَ الأسرارَ في نفْسي
لِيَكْفُرَ بالقبيلهْ…
فَضَحَ الحقيقَةَ
كشَّفَ الأسرارَ .. صحَّاني ..
وغابَ ولمْ يَعُدْ…
لكنَّني أيْقَظْتُ في
نفسي دليلَـهْ …
إذ لم يَضِعْ مِنِّي،
تخمَّرَ في دَمِي
وأفاقَ في عَيْنَيَّ
نورًا كاشِفًا قد
أخرَجَ الإنسانَ
من قصْرٍ تحوَّلَ سِجْنَهُ،
وأراهُ عُمْقَ الكوخِ
فاسترْخى ..
أفاقَتُ في ثناياهُ
مشاعِرُهُ الأَصيلـهْ