قرار البحر وعاصفة الغضب
سليمان دغش
الرسام الايطالي يوجين دي بلاس
لَكِ أَنْ تنَامي في دَمي
أَو أَنْ تَحومي كَالفَراشةِ حَوْلَ قِنديلٍ
رَمَيتُ عَليْهِ أَجنِحَتي وَأَعلنتُ انتِمائي للصَّهيلِ
عَلى جَناحِ البَرْقِ في غَضَبِ السَّماءِ
وفي سَماءٍ مِنْ غَضَــــــــــبْ…!
لَكِ أَنْ تَزُفّي الأَنبياءَ وَقَد تَقَمَّصهُمْ شَهيدٌ
عَلَّقَ القَمَرَ النَّديَّ عَلى عَباءَتهِ
وَسافرَ في وِلادتِهِ
لِيَكتُبَ باخْتصارِ الرّوحِ تاريخَ العَــــــــــرَبْ..
لَكِ أَنْ تَحجّي نَحوَ يَثْربَ مَرَّتيْنِ
وَنحَوَ مَكَّةَ مَرَّتيْنِ
وَمرَّةً للقُدسِ تَكْفي كَيْ يَموتَ أَبو لهَــــــــــبْ
هَلْ كانَتِ الصَّحراءُ جِسْراً مِنْ نُعاسِ سَرابنا البَدَويِّ
كَمْ جِسْراً سَيَسقُطُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ الحِصانُ
عَلى صَهيلٍ لا يُشابهُ ظلَّنا
كَمْ نَرْجساً سَينامُ في الِمرآةِ
يا وَجَعَ المَرايا حينَ يَغْتَسِلُ الحَمامُ
عَلى نَوافير الذَّهَــــــــــــــبْ..
هَلْ كانتِ الصَّحراءُ مِرآتي الوَحيدةَ
كَيْ تُحاصِرَني الرِّمالُ وَيَعْتَريني رُبعُنا الخالي
عَلى ظمأ ٍوَتَشرَبُني الجَزيرَةُ، لَيْتَ لي قَلب الغَمامِ
وليت َلي شَفة السُّحُــــــــــبْ..!
نَهْرٌ يُسافرُ فِيَّ لا أَدْري
لماذا لا يَكونُ النَّهْرُ آخِرَ طَلقَةٍ في البَحْرِ
إِنَّ المَوجَ يولدُ في قرارِ البَحْرِ
حينَ البَحْرُ يَكشِفُ سِرَّهُ الأَبَدِيَّ للنَّهْرِ الذي
خلَعَ القَميصَ وَنامَ مُتَّكئاً عَلى زبَدٍ تَنَهَّدَ
كُلَّما غَسَلتْ مِياهُ النَّهْرِ ساقَيْها
عَلى مَرأىً مِنَ الأَمواجِ
فارْتَفَعَ الصَّخَــــــــــبْ…!
لَكِ أَنْ تَنامي في دَمي
فَأَنا لِقاءُ البَحْرِ بالصَّحراءِ
في سفرِ البَقاءِ
وَفي رِمالٍ لا تُعَدُّ
أَنا قرارُ البَحْرِ .. نامي
كَيْ أُطِلَّ عَلى سَحابٍ ذاهِبٍ للنَّومِ في جَسَدي
غَزالاً مِنْ تَعَــــــــــبْ
لَكِ أَنْ تَنامي في دَمي
فأَنا لقاءُ البَحْرِ بالصَّحراءِ
في جَسَدي المُسافرِ في دَمي
وَأَنا قَرارُ البَحْرِ، يَبْدَأُ في دَمي العَدُّ
وَيَبْدَأُ في دَمي المَدُّ
وَتَبْدأُ فِيَّ عاصِفَةُ الغَضَــــــــــــــــبْ…!!!