تَقبيـلُ الفَناء

ثناء حاج صالح / ألمانيا
 
مَـيْـلِيْ لِتَقْبيـلِ الفنـاءِ مُبَرَرٌ
فَالمُنـتَـهِـي لِلْمُنـتـَهـى مَـيَـّالُ
 
 
إن تَرتْـَجِعْ طُرُقُ المَتاهَةِ خُطْوَةً
فَتـَراجُعِي عن خَوْضِها أميــالُ
 
 
ويَظَلُّ من بعدِ اختلالِ فَصاحَتي
شيءٌ على شِفَةِ السُّكوتِ يُقالُ
 
 
مُتَـكَبِّـرٌ مَن دارَ ظَهْرَ حنينِه ِ
ومُكـابـِرٌ لِبُـكـائـه يَـحتـالُ
 
 
لكنْ تيَقَّنَ بالتَّواضُعَ ذِلَـةً
وَبِلِيـنِـهِ لن تَصْلُحَ الأحوالُ
 
 
قَد أشْكَلَتْ فينا الحياةُ فَخَـلِّهِ
يَنحَـلَّ في أحلامِنـا الإشكـالُ
 
 
وافتحْ مَجالَ التائبينَ لحزنِهم
لم يَستقمْ لهُمُ القَضاء* فمالوا
 
 
ما كانَ شَدَّ النازحينَ غِيابُهمْ
لو لم يُمَدَّ إلى الغيابِ مَجالُ
 
 
ولطُولِ ما عَلِقَ التَّوَجُعُ نَبضَنا
مـا عـادَ يـُلقى لِلتَّوَجُّعِ بــالُ
 
 
مُتَرَفِّعٌ عنَّـا البكاءُ ولو دنـا
ثَمرُ الدموعِِ فما أراه يُطالٌ
 
 
يا شرَّ يومٍ في الزمانِ فِراقَهم
فكأنَّما ثِـقَلُ الهــواءِ جِـبـــالُ
 
 
قد حُمِّلَتْ روحيْ النَّوازِلَ صَخرَةً
إن المُـهَجَّـرَ للأســــى حَمَّــــــالُ
 
 
وتَركتُ من خلفي الصَّنَوبرَ يختفي
من بَعدِ ما زالَ الطريقُ وزالـوا
 
 
وشوارعـاً تنسـاقُ في أرتـالِـها
لفمِ الفـَراغِِ تَشُــدُّهـا أرتــــالُ
 
 
الأرضُ مُوْحِلةٌ هناك وَحَـلَّ في
عينيكَ إذ جُبـتَ المـدى أوحـالُ
 
 
أأكلتَ فاكهةَ المَلامِ بِقِشرِها ؟
وَسَقاكَ من غُصَصِ الكلامِ جِدالُ؟
 
 
وجَزَيـتَ أغلى ما مَلَكْتَ لصاعدٍ
قِمَمَ الجبـالِ وليس ثَمَّ جِبـــالُ
 
 
فاختر شَتـاتَكَ حينما لا يُرتجى
وَطَنٌ تُشَدُّ لِقِبـلَتـَيـْـه رِحـــالُ
 
* القضاء والقدر
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى