الزمّار يموت وإيدو بتزمّر

المحامي حسن عبادي | فلسطين

التقيت صباح اليوم بصديقي الأسير كميل أبو حنيش في سجن ريمون الصحراوي للمرّة الخامسة؛ أطلّ عليّ بكمّامة كورونيّة طلبت منه نزعها لأمتلئ بابتسامته؛  تعانقنا مطوّلًا  عبر عدوّي اللدود، ذاك الحاجز الزجاجيّ الفاصل، سألني بدايةً عن حفيدي ماهر وعيد ميلاده السابع ووقع القصيدة التي أهداها له والعائلة فردًا فردًا، لا يترك شاردة أو واردة.

حدّثني عن فورة الصباح برفقة أبي غسّان وكتابي “أمميّة لم تغادر التلّ” الذي ناقشاه معًا وقصيدة “غزالة في بلاد الشمال” من وحي الكتاب، قرأها على مسامعي وهي في طريقها لتصلني وإيفا.

تحدّثنا عن ملوخيّة صندلة، تعهُّد رشاد عمري وصحيفة “المدينة” الحيفاويّة بكلّ كميّة بإمكانها اختراق السجون، و”مصيَدة” الملوخيّة في  الليلة المصيريّة بين 30/11 و 01/12 فترة الانتفاضة والمطاردة والزمن الجميل.

تناولنا مشروعه حول الكتابة والسجن وأهميّته؛ فكرة كتابة رسائل البحر وطقوس الكتابة وإدمانها، “الزمّار بموت وإيدو بتزمّر”، شوبنهاور، نيتشه وفرناندو بيسوا(شاعر، كاتب وناقد أدبي، مترجم وفيلسوف برتغالي) وما بينهم، قصّة قصيدته “عنات”، وأمور أخرى تشابك ببعضها البعض.

لحسن حظّي جاءت ساعة العدَد (صارت هذه الكلمة أمقَت كلمة عليّ في معجم اللغة العربيّة ولن أتصالح معها إلّا مع تحرير كافّة أسرانا!) ممّا مكّننا من تمديد فترة اللقاء المُتاحة بساعة أخرى حتى أتمكن من لقاء الشيبون. كانت فرصة للتعرّف على الكلبشات المدمجة (كلبشات بالأيدي وأخرى في الأرجل وجنزير يربطهما!).

حمّلني سلامات لأصدقائنا المشتركين: سعيد، أمير وباسل. 

حقًا، كان لقاء تثاقفيّ مثير أنسانا السجن والسجّانة التي رافقتنا!

لك عزيزي الكميل أحلى التحيّات، لقاؤنا قريبًا في حيفا، شئت أم شئت!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى