تشخيص الكورونا بالكلاب

أ.د/ فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية

هل يمكن للكلاب أن تشم كوفيد؟ نتائج أولية مثيرة نشرها اليوم تحقيق بمجلة ناتشر تقول بأن الكلاب يمكن لها أن تكتشف مرضى فيروس كورونا بدقة ملحوظة، ولكنه قبل تعميم هذه الإختيار السهل، فهناك حاجة لدراسات واسعة النطاق لتأكيد صحته.

لقد استفاد البشر من حاسة الشم المتفوقة لدى الكلاب لعقود. وحيث تحمل أنوف الكلاب حوالى 300 مليون مستقبل للرائحة ، مقارنة بـ 5 أو 6 ملايين مستقبل لدى جنسنا البشرى.

حيث يمكن للكلاب اكتشاف التراكيز الصغيرة للرائحة التي لا يستطيع الناس اكتشافها. وتمثل الكلاب البوليسية مشهدًا مألوفًا في المطارات، حيث تكتشف روائح الأسلحة النارية والمتفجرات والمخدرات.

وقد قام العلماء أيضًا بتدريب الكلاب على اكتشاف بعض أنواع السرطان ومرض السكرى والملاريا، لكنه لا يتم استخدام الحيوانات بشكل روتيني فى المختبرات لهذا الغرض.

ولا يعرف الباحثون على وجه اليقين ما طبيعة الرائحة التى يشمها الكلاب، ولكن يشتبه في أن هذه الأمراض تجعل جسم الإنسان يطلق نمطًا مميزًا من المركبات العضوية المتطايرة.

تتبخر هذه الجزيئات بسهولة لتكوين رائحة يمكن للكلاب التقاطها. ولَم لا؟ ربما وجود العدوى الفيروسية كوفيد- 19 قد تسبب تغيرا فى رائحة الجسم، ويمكن للكلب اكتشافه.

وقد حوّل العديد من علماء الكلاب البوليسية انتباههم إلى كوفيد- 19 في وقت مبكر من الوباء. حيث قاموا بتدريب الكلاب على شم عينات الرائحة ، في أغلب الأحيان من عرق المصابين، في غرف معقمة، والجلوس أو خربشة الأرض عندما تكتشف رائحة العدوى.

وعملياً فإنه تستخدم الكلاب الآن في بعض المطارات بالإمارات العربية المتحدة وفنلندا ولبنان لاكتشاف مرضى كوفيد-19 بين الركاب؛ ثم يتم تأكيد النتائج مقابل الاختبارات التقليدية. ووفقًا لمجمل البيانات الاولية في فإن الكلاب يمكنها إلتقاط رائحة المرض ربما لدى حاملى الفيروس، قبل أيام من إمكانية تحديده بالاختبارات التقليدية للفيروس، مما يشير إلى أنه يمكننا من اكتشاف العدوى قبل بدء الأعراض.

ويدعى مدربو الكلاب نتائج غير عادية – وفي بعض الحالات يقولون إن الكلاب يمكنها اكتشاف الفيروس بدقة شبه كاملة. وربما تكون الكلاب هى الحل فى مقاومة تفشى المرض على نطاق واسع بالمستقبل وتساعدنا في السيطرة على الوباء لأنها تستطيع فحص مئات الأشخاص كل ساعة في الأماكن المزدحمة مثل المطارات أو الملاعب الرياضية، وهي أرخص واسرع كثيرًا جدًا من طرق الاختبار التقليدية مقارنة بمسحات الحمض النووي أو اختبار الاجسام المضادة .

وحيث أن معظم هذه النتائج لم تتم مراجعتها أو نشرها بعد ، مما يجعل من الصعب على المجتمع العلمي تقييم هذه الادعاءات. ولكن حتى الباحثون الذين يعملون فى تطوير الاختبارات الفيروسية التقليدية قد ابدوا تفائلهم بأن النتائج الأولية لاختبار الكلاب مثيرة للاهتمام وتبشر بالخير.

ويشير التقرير نفسه بأن هناك نتائج مبهرة لدراسة من مشروع فرنسي لبناني تم فيه تدريب 18 كلبًا، استخدمت فيها أفضل الكلاب أداءً في تجربة بمطار بيروت في لبنان.

قامت الكلاب بفحص 1680 راكبًا ووجدت فيها 158 حالة كوفيد- 19 – تم تأكيدها من خلال اختبارات الحامض النووى PCR. حددت الكلاب بشكل صحيح النتائج السلبية بدقة 100٪، واكتشفت بشكل صحيح 92٪ من الحالات الإيجابية ، ذلك وفقًا لنتائج غير منشورة.

ومن المعلوم أنه حتى الاختبارات التقليدية ومنها اختبار PCR، فإنه تختلف فيه المعدلات الإيجابية والسلبية الكاذبة وفقًا للعلامة التجارية للاختبار المستخدم وتوقيت الاختبار. وقد أكدت ذلك مراجعة منهجية نُشرت حديثا بأن المعدل السلبي الكاذب لاختبارات RT-PCR يتراوح بين 2 و 33٪ إذا تم اختبار نفس العينة مرات متكررة.

وإذا تمكن المجتمع العلمي من تقييم مدى فاعلية تدريب الكلاب لإجراء اختبار كورونا المستجدة، فإنه سوف يوفر بديلا عمليا مناسبا للبلدان منخفضة الدخل وذات الامكانيات المختبرية المحدودة، حيث يمكن أن تستفيد بشكل خاص من هذا النهج فى مقاومة تفشى الوباء.

المرجع:

BMC Infectious Diseases 20, 536 (2020) Nature 587، 530-531 (2020)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى