إلى ربة الحرف الجميل

 

شريفة العلوي .. الأم .. والأديبة .(°°)
وبعد عام على الرحيل ..(°)
°°°
كتبَتْ – رحمها الله – قصيدتها الحزينة (خاصمت لونك أزرقي)، ثم طلبت مني أن أقف عليها.. فقرأتها، وشعرت بالحزن والوهن لما أصابها؛ فأجبتها – مؤازرا – بكلماتي التي طالت شيئا، كانت كلماتها تقطر وهْناً وألما، وكأنها كانت تنعي نفسها، فما لبثت بعدها قليلا حتى فاضت روحها إلى بارئها.

ماتت رائدة الأدب الإريتري، وسيدة دنكاليا وواسطة عقدها؛ ماتت الشريفة بنت عبد الرحمن العلوي؛ ماتت ورأسها عال، وحرفها المتفرد ينوب عنها وعيا وأدبا وخلقا ورقيا …

وهذه رسالتي إليها، وقد سعِدَتْ بها زمنا يسيرا
إلى ربة الحرف الجميل

في كل عيد تكتبين كأنما أنت التي …
طيفُ بَرَق
يمشي رويدا ليس يحدوه الفَرَق
ويناوش الأنواء باللأواء
يسري الهوينى ثم يمري لا يخاتله الأرقُ
وتضوع من خديه زخات الخزامى ، أرجه دَلِقٌ عَبِق °°°
يحدوه نجم قد أطلّ وما أفَل
ويدور حيث يدور
لا ينثني .. لا ينحني
تغشاه في ليل الضنى زخات نور
ويثور في الأنحاء يفرش ظله، زهرا يخامره الألق

°°°

مالى أراك .. ولا أراك !
مالى أراك كأنما قد سُكّرت كل المصابيح التي أسرجتها في ليلة قد أفرغوا منها القمر …
عيناك ترقد في محاجرها الأنين
قد اسرجوا لعنانها البوح الحزين ..
يرسو على شطآنها موج تجمد بالحنين
تتألمين .. ؟
فبحسب قلبك انه متدثر بَرَد اليقين.

°°°

مالي أراك … ولا أراك !
شوقا يسيل على جدار الموعدِ
ومحاجر العين البصيرة قد َهَمَتْ
وجداول الآهات ترفد من شغافك تغتدي
يا ربة الحرف الجميل
يا قبلة المعنى النبيل
لازال لون البحر لونك
لازالت الامواج ملكك
أصدافه تجثو إليك وتنحني تيها بك
ورياحه الشعثاء تهفو أن تلملمها يدك
فلك البحار … شمس النهار … أشياؤك
يا أم إن العمر قد ألفيته ماء وطين
ومنابع الأنهار نار تستعر
وقوافل الصحو المذاب .. ضباب
لا تحزني .. لا تنحني …
سيظل حرفك في المدى يقفو السحاب
سيظل يرفل في الخمائل والرباب
سيظل يبسط في الهجير ظلاله وجماله
سيظل في لهواتنا يجلو الصدي
يزكو على شهد الرضاب.

°°°

اللهم أجرنا في مصابنا بها، وارحمها بخير ما ترحم بها عبادك وأصفياءك، اللهم آنس وحشتها، وارفع درجتها واخلف أهلها خيرا.

————–
(°) اليوم 22-4-2014 يمر عام بتمامه على فقدك
ما زلت حية في قلوبنا، ومازال نورك يملأ الأركان، ومازلنا نتضور جوعا لحرفك المموسق، ولغاياتك النبيلة.
أحن إلى حرفك كما يحن الوليد إلى أمه، وأدعو الله لك كما كنت تتمنين لنفسك؛ ( اللهم آنس وحشتها )

(°°) هي شريفة عبدالرحمن عثمان العلوي، من مواليد منطقة بدة القريبة من مديىة عصب بارتريا.
بدأت الشاعرة العفرية شريفة العلوي دراستها الابتدائية وبداية المرحلة المتوسطة في المدرسة العراقية بجيبوتي ومن ثم انتقلت إلى الجزيرة العربية وأتمت بقية المراحل الدارسية على فترات متفاوتة نظرا لظروفها العائلية.

المؤهلات العلمية:
تحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في لندن، بتقدير جيد جدا.
حصلت على الدبلوم الإداري الشامل الذي يشمل: مواد تجارية، حاسوب آلي، لغة إنجليزية بتقديرممتاز.
بدأت الكتابة الأدبية حين سنحت لها فرصة لنشرها في المواقع والمنتديات الادبية مما ساعد على غزارة انتاجها الادبي حيث تصل نصوصها الى ثلاثمائة نص بين الشعر والنثر والخاطرة والمقالة.
الدواوين:
– “زخرف البلح” صدر عن دار طيوف للطباعة بالقاهرة عام 2010
– “إلا أنا” وهو الثانى وصدر عن نفس الدار..

توفيت الشاعرة شريفة العلوي في عام 2013 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى