يمَنُ الثُّكل والحياةِ

 عزيز القويدر

اِكْتَظَّ رَحِمُ الأَرْضِ أَلْغَامًا وَتَشَبَّعَ أَمْوَاتًا . أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ صَوَارِيخَ وَقُودُهَا الْخِيَانَةُ، تتشظّى خِسَّةً وَغَدْرًا وَعَمَالَةً، كلُّ شَظِيَّةٍ مُثْقَلَةٍ حِقْدًا، الْحِقْدُ يَتَزَيَّى بِجُبَّةِ الأَخِ وَعِمَامَةِ الشَّيْخِ، يُلاَحِقُ أَجْسَامًا بَرَاهَا الْخَوْفُ وَالْجُوعُ واليُتْمُ والثُّكْلُ وَكُلُّ أَصْنَافِ الْوَجَعِ.

تَيَبَّسَتِ الْحَنَاجِرُ وَزَاغَ الْبَصَرُ وَعزَّ النَّصِيرُ ، مَنْ يَسْتَنْصِرُ الْأَطْفَالُ وَالثَّكَالَى؟ أَبًا عَانَقَ الأَرْضَ أَشْلاَءً ؟ أَمْ أَخًا لَا يَدْرِي لِم يُقْتَلُ؟ أَمْ قَرِيبًا خَانِعًا أَوْ غَادِرًا ؟ أَم عَدُوًّا ضَارِيًا مُتَرَبِّصَا؟ … تَتَعَاوَرُهُم خَطَاطِيفُ الْمَوْتِ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ ويَصْمُدُون حُفَاةً عُرَاةً إلَّا من إيمانِهِم بربِّهم وبأنّهُم المُنْتصِرونَ الرّاسِخُونَ في الأرضِ، تنْجَلِي الْعَواصِفُ وتبْقَى الأشْجَارُ مُتشبِّثةً بالأَرضِ وإنْ تكسَّرتْ أغْصَانهَا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى