التغير المناخي وصحة الإنسان

أ.د. فيصل رضوان| الولايات المتحدة الأمريكية

أدت ظواهر الإضراب المناخي على الكرة الأرضية إلى تدنى صحة الإنسان عمومًا وسهولة إصابته بالمرض والوفاة المبكرة، ذلك وفقًا لتقريرين نشرا أمس حول العلاقة بين الاحتباس الحراري والصحة.

أصدر علماء من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرًا أوليًا عن المناخ العالمي أظهر أن العقد الماضي كان الأكثر دفئًا على الإطلاق وأن ملايين الأشخاص تضرروا من حرائق الغابات والفيضانات والحرارة الشديدة هذا العام على رأس تفشى الوباء العالمي.

وقد ركز تقرير شامل نشرته أمس مجلة الأبحاث الطبية The Lancet عن بيانات الصحة العامة عام 2019 ، يبين أن موجات الحرارة وتلوث الهواء والطقس القاسي تضر بشكل متزايد بصحة الإنسان. يضم التقرير آراء عشرات الأطباء وخبراء الصحة العامة من جميع أنحاء العالم
ويشير إلى علاقة صريحة بين الموت والمرض وحرق الوقود الأحفوري من فحم ومشتقات بترول وغاز طبيعي.

تبين بكل وضوح أن العديد من الأنشطة التى تؤدى الى انبعاث كثيف للكربون تؤدي إلى رداءة نوعية الهواء وسوء جودة الغذاء وسوء نوعية الإسكان ، مما يضر بشكل غير متناسب بصحة السكان، وخصوصا فى الاماكن الفقيرة والمحرومة. حيث ينادى كثير من خبراء الصحة أن تتوقف الحكومات عن الاستثمار فى دعم الوقود الاحفوري، وتبدأ فى التوجه الفورى للاستثمار فى دعم مصادر متجددة ومستدامة للطاقة النظيفة.

ووفقا للتقرير ذاته، فقد أرتبطت موجات الحرارة الأطول والأكثر شدة مع التأثيرات المميتة حول العالم ، وكان كبار السن هم الأكثر عرضة للخطر. حيث تبين أنه خلال العشرين عامًا الماضية ، زاد عدد الأشخاص الذين ماتوا نتيجة موجات الحرارة المميته بنسبة تزيد عن 50٪ ، خصوصًا بالنصف الشمالى من الكرة الارضية. وقد توفي ما لا يقل عن 296 ألف شخص بسبب ارتفاع الحرارة في عام 2018 ، وهو آخر عام تتوفر عنه بيانات عالمية.

ربما موجات الحرارة المميتة هو أحد الأذرع الضارة للاحتباس الحرارى الناجم عن الحرق الكثيف لنواتج الوقود الاحفوري. تأتى بعده التداعيات الصحية المترتبه على تلوث المياه والتربة بمخلفات صناعية بترولية مختلفة على رأسها البلاستيك. وينبه الخبراء بأن بكثيف زراعة الأشجار وتقليل التلوث عمومًا وبشكل تدريجى، والاستثمار في بدائل جديدة صديقة للبيئة كلها طرق قد تؤدى الى تحسن نوعى للمناخ وتحسن الصحة العامة وتقليل الوفاة المبكرة.

المراجع:

The 2020 report of The Lancet Countdown on health and climate change: responding to converging crises.

https://doi.org/10.1016/S0140-6736(20)32290-X

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى