الفَجْرُ الضَّائِع
د. حاتم جوعيه | فلسطين
قصيدة كتبت في فترة حزن ويأس
أيُّ كنهٍ وَراءَ تلكَ المَجاهلْ
إنَّ كوني وقائعٌ وَمشاكلْ
°°°
دربيَ الشِّوكُ كم سَلكتُ عليهِ
أتلظَّى .. وفي اللهيبِ أناضلْ
°°°
لم أجدْ في الحياةِ لحنا بديعًا
ضاقت البيدُ بي وحتى المنازلْ
°°°
قد سئمتُ الحياة َ من بعدِ لهوٍ
وَغدا العُمقُ فيَّ بالحُزن حافل
°°°
أيُّ عيش ذا والأسى في كياني
ذابتِ الرُّوحُ والدُّموعُ هواطلْ
°°°
أيُّ سرٍّ هنا ..وَكُنهُ وجودي؟
هل سأقضي الحياة َ رهنَ المعاقلْ
°°°
هل سأبقى على الوجودِ صراعًا
يتحدَّى اللَّظى وقيدَ السَّلاسل
°°°
أينَ فجري؟ ولفظة ُالحقِّ صارتْ
لم يقلها سوى أبيٍّ وباسِل
°°°
أينَ حُلمي؟ ..وَحُلمُنا أخمدَتهُ
غِيَرُ الدَّهر والسُّنونُ الطوائلْ
°°°
فاستقينا مِنَ الأسى ما استقينا
ونما فينا الصَّبرُ فالظلمُ زائلْ
°°°
كنتُ في فردوس الخلودِ نشيدًا
كم ترنَّمتُ مع مسير الجداولْ
°°°
كم سبتني الحِسانُ فالقدُّ عذبٌ
والشُّعورُ الجذلى حقولُ خمائلْ
°°°
كنتُ في عالم منَ السِّحر لحنا
باعثا في النفوس عزمَ الزَّلازلْ
°°°°
كنتُ ما كنتُ إذ بيومي تهاوى
ذابَ عطري وفجرُ عمريَ زائلْ
°°°
قد فقدتُ السُّرُورَ والعمرُ بدرٌ
والقوامُ الجميلُ كالرُّمح ماثلْ
°°°
قد فقدتُ المُنى وأحلامَ عُمري
وغدَا كلُّ ما أنمِّيهِ زائلْ
°°°
من طموح إلى العُلا بل إلى المجدِ
إلى الفجرِ المُرتجى والمَشاعِلْ
°°°
فلذا قد كبرتُ والحُزنُ يكوي
في فؤادي وفي جروحي الدَّواملْ
°°°
فاستحالَ الغناءُ رجعَ نواحٍ
والنشيدُ الأبيُّ ندْبَ ثواكلْ
°°°
فاعذروني إنِّي شببتُ مع الحُزن
دمائي على شفار النَّواصِلْ
°°°
فاعذروني ما عُدتُ صلدًا قويًّا
فأنا طينٌ والمصيرُ لقاتِلْ
°°°
إيهِ يا أمسَ الحُبِّ يا نفحَ خلد
فاحَ في القلبِ عطرُهُ المُتناقلْ
°°°
بُدِّلت أيَّامي دُجًى أبديًّا فأنا
الآنَ في الجحيم أواصِلْ
°°°
أقفرَ الخصبُ فاستحالَ خرَابا
وربيعُ الوجودِ في الأرض ماحِلْ
°°°
وَتراءَى الشَّقاءُ يرقصُ رقصًا
هَمَجيًّا على دروبي الطَّوائِلْ
°°°
وَتراءَى الوُجودُ في عين نفسي
دونَ معنى كأنَّهُ وشكُ زائِلْ
°°°
أحْرفي الحُمرُ قد غدَتْ في سوادٍ
وشعاراتي قُيِّدَت بالسَّلاسلْ
°°°
ألفُ عُذر فأنملُ الشِّعرِ لا تعرفُ
صبرًا أمامَ حُزن الثواكلْ
°°°
ألفُ عُذر إذا فقدتُ اتزاني وَغدا
الجسمُ مُنحني الظهر هازلْ
°°°
قد قضى دهري أن أظلَّ غريبا
في لظى الحُزن والضَّياع أوَاصِلْ